شكك المحامي أمارك المسكيني، دفاع خالد سداس، المحاسب لدى شركة رجل الأعمال ورئيس جهة الشرق السابق عبد النبي بعيوي، في محاضر الضابطة القضائية المتعلقة بالشجار الذي افتعل مع شقيق زوجة بعيوي من أجل الزج به في السجن والضغط عليها للتنازل على أملاك عقارية. وأوضح المسكيني في مرافعته، بغرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الخميس، أن موكله وجد نفسه متورطا في هذا الملف بناء على محضر لشخص يدعى حسن، استمعت إليه عناصر الفرقة الوطنية، أفاد خلاله بأنه التقى بالمحاسب خالد سداس وأخبره الأخير بأنه يعيش خلافات مع عبد اللطيف موسى، صهر بعيوي، وأنه سبق أن اعتدى عليه، وطلب منه خالد مساعدته على فبركة شجار معه لإدخاله السجن، مقابل مبلغ مالي. وأضاف المحامي، فإن حسن وافق على العرض، واتصل بشخص يدعى عصام الدين عراض، واتفق معه على تنفيذ الشجار المفتعل ضد عبد اللطيف موسى مقابل 10 ملايين سنتيم، وهو ما تم بالفعل، إذ دخل عصام في مشادات كلامية مع موسى بحضور شاهدين هما بوفلجة وحموة، بحسب ما ورد ضمن محاضر الضابطة القضائية. وزاد الدفاع حسب نفس المصدر، أن الشجار المذكور لم يتعد حدود "التلاسن"، إلا أن مرافقي عصام قاموا لاحقا باصطحابه إلى الطبيب، حيث تم قلع أسنانه وضربه بحجر في رجله، للحصول على شهادة طبية تستعمل في تقديم شكاية ضد عبد اللطيف موسى لدى الفرقة الوطنية. غير أن الشخص المسمى حسن نفى تماما أمام قاضي التحقيق وفي المحكمة أن يكون قد أدلى بتلك الرواية، مؤكدا أنه لم يقل شيئا مما نسب إليه وأنه تعرض لضغوط كبيرة أثناء استنطاقه لدى الفرقة الوطنية، مضيفا أنه لا علاقة له بخالد سداس بل يعتبره "خصمه في السوق"، فكيف يمكن أن يكون شريكا له في جريمة مفبركة؟. كما أبرز الدفاع أن الشاهد حموة صرح أمام الضابطة القضائية بأنه حضر الشجار المفتعل بعد أن أخبره عصام بأن عبد النبي بعيوي دخل في خلاف مع زوجته حول مبالغ مالية، وأن حسن اقترح عليه افتعال الشجار مع صهر بعيوي، غير أن الشاهد لم يشر إطلاقاً إلى أن خالد سداس كان طرفا في التنسيق أو وراء هذا المخطط. أما الشاهد بوفلجة فقد قال إنه التقى شخصا في مقهى طلب منه الإدلاء بشهادة في ملف، دون أن يذكر خالد سداس أو يوحي بأنه هو من طلب افتعال الشجار. وفي ما يتعلق بواقعة قلع الأسنان الواردة في المحاضر، كشف الدفاع أن زوجة أب عصام أكدت أن أسنان هذا الأخير كانت ساقطة قبل خمسة أشهر من تاريخ الحادث، كما أن جميع أطراف القضية نفو حضورهم لهذه الواقعة، متسائلا "من أين جاءت الفرقة الوطنية بهذه الرواية؟". وأضاف المحامي أن موكله خالد سداس نفى المنسوب إليه في جميع المراحل، مؤكدا أنه لا علاقة له بالواقعة وأنه لم يلتق بالأطراف المذكورين في المحاضر. وتعود جذور الملف إلى سنة 2013، حين اتهم عبد النبي بعيوي بفبركة شجار مع شقيق زوجته بقصد الزج به في السجن والضغط على زوجته في نزاع عائلي. وأشار الدفاع إلى أن الملف سبق أن عرض على المحكمتين الابتدائية والاستئنافية بوجدة، وصدر الحكم فيه فلما تمت إعادة فتحه من جديد؟.