تميزت خلود البطيوي بقدرتها على بناء الشخصية من الداخل، وتقديم تمثيل قائم على الاشتغال النفسي العميق، والإيقاع الداخلي الهادئ. هذه الخصائص تجلّت بقوة في تجربتها البارزة ضمن العديد من الأفلام سواء في السينما او التيليفزيون ، حيث قدمت أداءً يشي بنضج كبير، مع قدرة دقيقة على التحكم في الانفعالات، وعلى استخدام الجسد والنظرة والصمت باعتبارها عناصر أساسية في التعبير الدرامي. لقد ساهمت بشكل ملموس في إضفاء طبقة إنسانية دقيقة على كل الأعمال التي شاركت فيها ، وأثبتت قدرتها على الاندماج في لغة سينمائية تعتمد الإيحاء أكثر من التصريح. وفي عملها السينمائي الأخير،"شذرات" لفاتن المحمدي وعبد الإله زيرات. واصلت البطيوي ترسيخ هذا المسار القائم على الاختيار الواعي للأدوارحيث . أدّت شخصية تعاني من مرض الزهايمر بشكل متقن وبمهنية عالية قائمة على الاشتغال الداخلي العميق، مما عزز حضورها كصوت تمثيلي رصين، قادر على منح الفيلم بنية وجدانية متماسكة. تنبأ لها كل من شاهد الفيلم بالمهرجان الوطني بالجائزة الأولى في التشخيص إلا أن نتائج لجنة التحكيم كانت مخيبة للآمال . خلود في كل مرة،أشاهد لها عملا يظهر لي بجلاء أنها تُصغي إلى السينما بقدر ما تتفاعل معها، وتمنح كل شخصية حقها في التأمل والصياغة الهادئة. خلود البطيوي حقًا هو الاتزان المهني، والاحترام الكامل لفن الأداء الراقي ، وعدم الانجرار وراء الضجيج أو الاستسهال.هي من فئة الفنانات اللواتي يتركن أثرًا من خلال العمل نفسه، لا من خلال الظهور الإعلامي. ويجعل هذا الاختيار من تكريمها اليوم خطوة طبيعية، واعترافًا بمسار قائم على الإخلاص للفن وللمتفرج.