ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، الخميس، أن ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا تعمل في جنوب قطاع غزة وكانت قد تعاونت مع إسرائيل، قُتل بعد أن تعرّض للضرب خلال شجار مع أعضاء مجموعته نفسها. وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير سابقة كانت قد ذكرت أنه قُتل بإطلاق النار خلال اشتباكات بين العشائر المحلية.
وقالت الصحيفة إن القوات الإسرائيلية أخلت أبو شباب من رفح لتلقي العلاج الطبي، لكنه توفي متأثراً بجراحه أثناء نقله إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع. ومن المتوقع أن يتولى نائبه، رصّان الذهيني، قيادة ميليشيا "القوات الشعبية". وفي سياق متصل، أصدرت قبيلة الترابين في قطاع غزة بياناً أكدت فيه وقوف أبنائها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، ورفضها التام لأي محاولة لزج اسم القبيلة في مسارات "لا تمثل تاريخها أو أخلاقها". ونقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية عن القبيلة وصفها لأبو شباب بأنه "خان عهده وتورط في الارتباط بالاحتلال"، معتبرة أن مقتله يمثل بالنسبة لها "نهاية صفحة سوداء" لا تعكس مواقف القبيلة. وشدد البيان على اصطفاف الترابين الكامل مع المقاومة الفلسطينية بفصائلها كافة، ورفضها لأي مجموعات أو ميليشيات تخدم أجندة الاحتلال تحت أي غطاء، داعيةً العائلات والقبائل في غزة إلى التمسك بوحدة الصف ورفض محاولات العبث بالنسيج الاجتماعي، مؤكدة أن غزة "لا مكان فيها للخيانة ولا للمتعاونين". إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية فلسطينية وإسرائيلية للقناة الإسرائيلية عن معطيات جديدة حول مقتل أبو شباب، مشيرة إلى أن الشجار الذي أدى إلى وفاته اندلع على خلفية خلافات داخلية بشأن القيادة وتوزيع الصلاحيات وتقاسم مناطق النفوذ داخل العشيرة، إلى جانب توترات متراكمة مرتبطة بالتعاون الذي نُسب إليه مع إسرائيل. وأكدت المصادر أن الإصابات التي تعرض لها كانت ناجمة عن "ضربات كليلة" (ضربات بآلة صلبة غير حادة، لا تُحدث جرحاً نافذاً)، وليست نتيجة إطلاق نار أو طعن. وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلا عن مسؤولين أمنيين لم تسمهم، إن أبو شباب "قتل في معارك بين العشائر في غزة". وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، أن كشف في 5 يونيو الماضي بأن إسرائيل تسليح مليشيات في غزة، بزعم استخدامها قوة ضد حماس. وفي يوليوز الفائت، ظهر أبو شباب في مقابلة مع قناة "مكان" الإسرائيلية، التابعة لهيئة البث الرسمية، قال فيها إنه "يقود مجموعة مسلحة في غزة تتلقى دعما من الجيش الإسرائيلي". وأضاف أبو شباب: "سنواصل قتال حماس حتى ولو تم التوصل إلى تهدئة" بين إسرائيل وفصائل غزة. وذكر أن مجموعته "تتلقى دعما لوجستيا وماليا من مصادر متعددة"، مضيفا أن المليشيا تعمل في جنوب قطاع غزة، خاصة في رفح، وتوجد في منطقة خاضعة بالكامل لاحتلال الجيش الإسرائيلي. وأوضح أبو شباب وقتها: "نتحرك بسهولة كبيرة في رفح، لكن هناك مناطق أخرى في جنوب القطاع نتحرك فيها بحذر (..) لا نشعر بالأمان كما نشعر به في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي". وآنذاك، أعلنت الفصائل الفلسطينية بغزة، في بيان صادر عن غرفتها المشتركة، نشرته كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، عبر منصاتها الرسمية، أن أبو شباب "شكّله جيش العدو واعترفت قيادته السياسية بتسليحه وتشغيله خدمة له ومحاولة لحماية جنوده". وشددت على أن هذه المجموعة "مارقة وخائنة"، و"أداة بيد المحتل الغاصب، مستغلة وجود قوات الاحتلال ومتسلحة بأسلحته وتحت حمايته". وبدعم أمريكي شنت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وكان يُفترض أن ينهي الحرب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، لكن إسرائيل تخرقه يوميا، ما أدى لقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.