استنفذت أجهزة النظام الجزائري خيارات حربها الإعلامية المرهقة أولا لقنواتها، وقررت في خطوة لا تحترم قرابة الدم والنسب والأخوة مع شعب شقيق، حيث صدرت الفتوى لقناة الشروق بجواز التطاول على ملك المملكة المغربية في برنامج يدّعي منتجه أنه ساخر. يبدو إذن أن الدعاية الإعلامية للحرب الوهمية لجبهة البوليساريو التي تقترب من البلاغ رقم 100 عن معارك لا وجود لها إلا في الذاكرة السحابية لمواقعهم الالكترونية، وصلت خط النهاية في سباق على الفشل تنافست فيه وسائل إعلامية كثيرة وعلى رأسها قناة الشروق وجريدتها في نسختها الالكترونية والورقية. من المؤسف أن نرى ما وصلت إليه الشروق ومن على شاكلتها فما صدر منها وما يصدر منها عادة تجاه المغرب ورموز وحدته يتعارض مع دعوات الرفع من المستوى المهني والأخلاقي، فالزملاء هناك في بلاد عزيزة يسكنها شعب شقيق يخلفون الموعد مع التاريخ للدفع نحو نقاش مغاربي جاد يقود إلى الوحدة والاتحاد بعيدا عن مخططات التفتيت. فبدل أن تركز قناة الشروق وفرعها الإلكتروني والورقي على قضايا الداخل الجزائري، تخصص حيزا هاما من ساعات عمل صحفييها لاستهداف المغرب ومؤسساته وعلى رأسها المؤسسة الملكية، فإذا كانت مهمة الإعلام هي صناعة رأي عام وتنويره وتوجيهه فإن هذه القناة تحول كاميراتها إلى منفاخ يزيد جمر العداوة اتّقادا، وهي أعمال منافية لأخلاقيات المهنة تهدد استقرار المنطقة وتبدد آمال بناء وطن مغاربي قوي اقتصاديا وعلى كلمة واحدة سياسيا يضمن النماء والازدهار لما يزيد عن 80 مليون شخص يستوطن المساحة الشاسعة من موريتانيا إلى حدود ليبيا مع مصر. في الجزائر قضايا كثيرة تمس بالحياة اليومية للمواطنين وتؤثر على نمط ومستوى عيشهم، قضايا يتغاضى عنها الإعلام الموالي للنظام العسكري الداعم لدعاة دولة سادسة تغتال حلم الاتحاد، فالدولة الغنية بالبترول والغاز الذي يمثل 90 في المئة من عائدات التصدير ويشكل 60 في المئة من ميزانيتها ، لجأت بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز إلى مواجهة صدمة سوق الطاقة وانخفاض الأسعار إلى زراعة الموز !، هذا الذي على قناة الشروق مناقشته والتفصيل فيه. الشعب الجزائري ينتظر الجواب عن كثبان متحركة من الأسئلة، لماذا تأخرت البلاد وتخلفت في سباق اللقاح في وقت وصل المغرب إلى ما يفوق المليون مُلقّح ؟ كيف يمكن وقف هذا النزيف الذي أصاب ميزانية الدولة؟ من يسير البلاد في ظل شغور كرسي الرئاسة ؟ لماذا لم يشيّد الغاز والبترول ناطحات سحاب ولم يساعد على تمويل قطاع تصنيع السيارات وفشل في تمتين قاعدة الاقتصاد ؟ وربما لا يوجد أبلغ مما جاء في نص خطاب للراحل الحسن الثاني، الملك الذي تواجه عسكريا وسياسيا مع النظام الجزائري، حيث يقول: "..ليعلم الناس مع من حشرنا الله في الجوار، كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يساكنوننا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى فقد انكشف الغطاء وعُرف كل واحد بقيمته الحقيقية، قيمته البشرية وقيمته السياسية".