طالب البروفيسور عز الدين الابراهيمي مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة وعضو اللجنة العلمية الوطنية والتقنية لكوفيد19، بالقطع مع سياسة مجانية التلقيح من فيروس كورونا المستجد بعد سنتين من انتشاره بالمغرب، بسبب تبخيس المواطنين لكل ما هو مجاني. واستغرب الابراهيمي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية ب"فيسبوك"، من انتظار المسؤولين المغاربة قرار مجموعة من الأشخاص انخراطهم في عملية التلقيح، مما يؤثر على عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل سنيتين، مطالبا بالعودة إلى الحياة الطبيعية مع تحمل كل شخص مسؤوليته في ذلك.
ورفض الاستمرار في نشر حصيلة وأرقام كورونا بشكل يومي، مطالبا بالاقتصار على نشرة أسبوعية مفصلة، متفاجئا في الوقت ذاته من تخصيص أجنحة كاملة لمرضى "كورونا" بينما أصحاب الامراض المزمنة يعانون في صمت منذ سنتين، متسائلا عن لماذا إلغاء وتأخر مواعيد عمليات مرضى السرطان وأمراض القلب والسكري لا تبرمج أو تأخر عملياتهم مما أزم وضعيتهم فأصبحنا نرى مرضى السكري بمؤشرات خطيرة والسرطان بتطورات رهيبة، بحسب الابراهيمي.
وشدد البروفيسور الابراهيمي على أن عدم أخذ المواطن للقاح لا يلزم الدولة اليوم في أن تفرغ أجنحة إنعاش في انتظاره على حساب آلاف المرضى بالسرطان والسكري وأمراض القلب، مشيرا إلى أن الدخول إلى المستعجلات والانعاش يجب أن يكون حسب خطورة المرض ولا أسبقية مرضى "كوفيد" على آخرين.
ونوه الابراهيمي بمجهودات الدولة في تدبيرها لأزمة جائحة كورونا ومتمنيا استمراريتها وشملها باقي الأمراض المزمنة الأخرى قائلا: " خلال أزمة "كورونا" أعطينا مثالا وصورة جميلة عن منظومتنا الصحية، أتمنى أن يتم تأهيل منظومتنا الصحية لتبقى في نفس المستوى وربما أحسن لتستوعب العناية بكل الأمراض وبنفس الاحترافية حتى نواكب المشروع الملكي لتوسيع المنظومة الصحية للملايين من الأشخاص".
وأضاف: "المغاربة ممتنون لهذه العناية ويتمنون منظومة بمعايير "الكوفيد"، تأهيل منظومة صحية مرنة يمكنها أن تتمدد في وقت الأزمات تتمكن من "توسيع الحجرات" وتعبئة الأطر في وقت قياسي دون إهمال الأمراض المزمنة".
وطالب عضو اللجنة العلمية الوطنية والتقنية لكوفيد19من أسماهم ب"مدبري الامر العمومي" بالإعلان للعالم أن المغرب مفتوح لجميع المعاملات مع تقديم ضمانات تسمح بالاستثمار في المغرب بوضع خارطة طريق واضحة المعالم للخروج من الأزمة، وخطة تدريجية تمكن من الخروج من حالة اللايقين والخوف من المجهول، انسجاما مع ما قامت به فرنسا وإسبانيا أيضا.
وخلص البروفيسور عز الدين الابراهيمي في تحليله المؤسس للخروج من مرحلة تدبير الأزمة من خلال الدولة الراعية والعودة للتدبير العادي لصحة المغاربة كمسؤولية شخصية له تبعاته العملية على المستوى الفردي والمؤسساتي، لكن على كل فرد أن يتحمل مسؤوليته في ذلك.