شهدت بلدة "توري باتشيكو" الواقعة في إقليم مورسيا جنوب شرقي إسبانيا، موجة من التوتر والاحتجاجات العنصرية، أعقبت حادثة اعتداء عنيف تعرض لها رجل إسباني يبلغ من العمر 68 عامًا. الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة تحولت إلى مظاهرات وأعمال شغب ذات طابع عنصري ومعادٍ للمغاربة والمغاربيين.
وبعد تدخل قوات الأمن الإسبانية لاحتواء أعمال العنف وفض الاشتباكات بين السكان المحليين، أصدرت السلطات الإسبانية والمغربية نداءً مشتركًا يدعو إلى التهدئة، مشددتين على رفض مظاهر الكراهية والعنصرية التي رافقت ردود الفعل على الحادث.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في تصريح له عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن "العنصرية لا تتماشى مع الديمقراطية"، مضيفًا: "ما يحدث في توري باتشيكو هو تحدٍّ لنا جميعًا. علينا أن نُعبّر عن آرائنا، ونتصرف بحزم، وندافع عن القيم التي توحدنا. إسبانيا بلد الحقوق، لا بلد الكراهية".
من جانبها، أعربت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مورسيا عن أسفها العميق إزاء ما وصفتها ب"الأحداث المؤسفة التي اتسمت بالعنف والتحريض على الكراهية ضد أفراد الجالية المغربية المقيمة في توري باتشيكو".
وأكدت القنصلية في بيان رسمي إدانتها الكاملة لأي شكل من أشكال العنف والعنصرية، مشددة على تضامنها المطلق مع الجالية المغربية، التي تعيش حالة من الخوف والترقب بعد هذه التطورات.
كما أشار البيان إلى أن القنصلية على تواصل دائم مع السلطات الإسبانية المختصة لضمان سلامة أفراد الجالية المغربية، مؤكدة تقديرها للجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
ودعت القنصلية أفراد الجالية المغربية إلى التحلي بضبط النفس، والتعاون مع السلطات، والالتزام بالحذر خلال هذه الفترة الحساسة، في وقت تزايدت فيه الأصوات المطالبة بالحفاظ على السلم الاجتماعي وتعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع.
وتأتي هذه الأحداث في وقت يتزايد فيه القلق داخل الأوساط الرسمية والمدنية من تصاعد الخطاب العنصري في بعض المناطق الإسبانية، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويضع القيم الديمقراطية على المحك.