عبّر مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، في بلاغ رسمي صدر اليوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، عن قلقه الشديد واستنكاره القوي لما وصفه بتصاعد مقلق للاعتداءات العنصرية التي تستهدف الجالية المغربية في بلدة تورّي باتشيكو ومناطق أخرى بجنوب إسبانيا، معتبرا أن ما يجري يأخذ طابعا ممنهجا ويشبه "مطاردات جماعية" تُحرّكها أيديولوجيا الكراهية التي يروّج لها حزب فوكس اليميني المتطرف. وأكد المركز أن هذه الاعتداءات الجسدية والرمزية والتشهيرية تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وللالتزامات الدولية التي تقع على عاتق الدولة الإسبانية، داعيا السلطات الإسبانية إلى اتخاذ ما يلزم لضمان حماية الجالية المغربية من العنف والتحريض، ومنبها إلى خطورة تطبيع هذا العنف واستخدامه كأداة تعبئة انتخابية أو لتغطية الإخفاقات الاجتماعية والاقتصادية. كما اعتبر المركز أن ما يحدث في تورّي باتشيكو يمثل ارتدادا عن مسار المصالحة التاريخية بين المغرب وإسبانيا، مشددا على ضرورة تأسيس هيئة حكماء مغربية–إسبانية لترسيخ الحوار المؤسسي والتفكير المشترك في سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومعالجة القضايا المرتبطة بالهجرة والذاكرة التاريخية المشتركة. وفي هذا السياق، ثمّن المركز موقف الحكومة الإسبانية التي أدانت رسميا الاعتداءات العنصرية الأخيرة، وحيّا عاليا المواطنين الإسبان الذين بادروا إلى تفعيل المساطر القانونية لملاحقة المعتدين. ودعا المركز في بلاغه الأحزاب الديمقراطية الإسبانية إلى اتخاذ مواقف شجاعة لمناهضة العنصرية، والحكومة المغربية إلى الإسراع في إعادة هيكلة مؤسساتها المعنية بمغاربة العالم وتوفير الدعم القانوني والنفسي لهم. كما حثّ الأحزاب المغربية على تفعيل أدوارها في الدبلوماسية الموازية، وطالب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل لحماية الضحايا وضمان احترام القانون. وختم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم بلاغه بالدعوة إلى ضبط النفس في صفوف أفراد الجالية المغربية، مؤكدا أن الرد على الكراهية يكون عبر القانون والمقاومة السلمية، مشددا على أن ما يجري لا يمكن اعتباره حادثا معزولا، بل اختبارا حقيقيا لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الضفتين المغربية والإسبانية.