في تطور دبلوماسي لافت، أبدت حكومة جنوب إفريقيا انزعاجها من اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بالرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، والذي جرى يوم 15 يوليوز الماضي بالعاصمة الرباط.
وجاء في بيان رسمي صادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون ببريتوريا، بتاريخ 6 غشت، أن حكومة جنوب إفريقيا تعتبر استخدام العلم الوطني خلال هذا اللقاء "غير لائق"، على اعتبار أن زوما لا يشغل حالياً أي منصب رسمي داخل الدولة، واصفة اللقاء بأنه "غير رسمي" ولا يدخل ضمن الإطار الثنائي المعترف به بين البلدين.
وأكد البيان أن عرض الرموز الوطنية، وعلى رأسها العلم، في لقاءات مع شخصيات لا تمثل الدولة رسميا، يُعدّ خرقا للبروتوكولات الدبلوماسية، لما قد يحمله من إيحاءات خاطئة بوجود اعتراف رسمي أو تقارب دبلوماسي بين الطرفين، وهو ما تنفيه بريتوريا بشكل قاطع.
ورغم لهجة الاحتجاج، يرى عدد من المحللين أن بيان جنوب إفريقيا يكشف في جوهره حالة ارتباك داخلي، في ظل تصاعد النقاشات السياسية داخل البلاد بشأن جدوى المواقف المتصلبة من قضية الصحراء المغربية، والدعوات المتزايدة إلى تبني رؤية أكثر براغماتية وتوازنا.
ويعتبر المتتبعون أن استقبال المغرب لجاكوب زوما، بالرغم من عدم صفته الرسمية، يمثل تحركا دبلوماسيا ذكيا وانفتاحا محسوبا على تيارات مؤثرة داخل النخبة الجنوب إفريقية، في محاولة لكسر الجمود المزمن في العلاقات بين الرباطوبريتوريا، وفتح قنوات تواصل جديدة تتجاوز المواقف الأيديولوجية الجامدة.