ط.غ أكد زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي على أن هذه الأخيرة مستعدة للدخول في "مفاوضات دون شروط مسبقة" مع المغرب تحت غطاء الاممالمتحدة تفعيلا لمقررات مجلس الامن الدولي. وقالت الجبهة في بلاغ لها أن ابراهيم غالي التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريشعلى هامش مشاركتها في القمة السابعة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا. مضيفة أن اللقاء سلط الضوء ضرورة تسريع حل الملف مع تحصين مكسب "تقرير المصير" على حد تعبيرها. الأمين العام للأمم المتحدة، من جانبه، اكتفى بالتأكيد على أهمية استمرار التواصل في إطار المسار الذي يقوده مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا، مشيراً إلى "أمله في إطلاق مفاوضات جدية وبدون شروط مسبقة"، وهو الموقف ذاته الذي ظلت المنظمة الأممية تعبر عنه في السنوات الأخيرة، دون أي تغيير يمسّ الأساسيات التي يقوم عليها تعاطيها مع الملف. وسعت الجبهة إلى إبراز لقاء زعيمها إبراهيم غالي بالأمين العام للأمم المتحدة باعتباره "انتصاراً دبلوماسياً"، في وقت يستمر فيه موقف الأممالمتحدة ومجلس الأمن في تثبيت السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، ما يجعل الخطاب الذي رافق اللقاء أقرب إلى محاولة سياسية لإعادة إحياء حضور الجبهة على الساحة الدولية. غير أن قرارات مجلس الأمن الأخيرة، التي رسخت من جديد مرجعية مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والعملي للنزاع، إضافة إلى تأكيد المجتمع الدولي على دور المغرب كشريك محوري في استقرار المنطقة، تجعل من محاولة الجبهة تصوير اللقاء كمكسب دبلوماسي خطوة تبدو أقرب إلى توظيف سياسي منه إلى تحوّل حقيقي في مسار الملف. ويأتي استغلال الجبهة لهذا اللقاء في سياق محاولاتها المتواصلة لخلق زخم إعلامي وسياسي، رغم أن السقف الذي حدده مجلس الأمن من خلال الإشادة المتكررة بالجهود المغربية وتكريس مركزية المغرب في الحل يستمر في تقليص هامش المناورة أمامها، ويضع لقاء لواندا في خانة المناورات الاتصالية أكثر مما يندرج ضمن مكاسب دبلوماسية حقيقية.