أظهرت معطيات حديثة، تداولتها منصات متخصصة في الشؤون العسكرية، مؤشرات على انتقال المغرب إلى مرحلة جديدة في تعزيز منظومته للدفاع الجوي، عقب رصد أول انتشار ميداني لمنظومة Barak MX المتطورة داخل إحدى قواعده العسكري. ووفق صور أقمار صناعية التُقطت خلال شهر دجنبر 2025، ونشرها الباحث المتخصص في القضايا الدفاعية المعروف باسم "Semper Supra"، فقد جرى توثيق تمركز عناصر المنظومة داخل قاعدة عسكرية بمنطقة سيدي يحيى الغرب، حيث بدت وحدات الإطلاق والرادارات المرافقة موزعة بشكل منظم داخل الموقع. ويحمل اختيار هذا الموقع دلالات استراتيجية، بالنظر إلى موقعه الجغرافي الذي يسمح بتأمين مجال جوي واسع يشمل العاصمة الرباط ومحيطها، إلى جانب الواجهة الأطلسية الغربية، التي تحتضن منشآت اقتصادية وبنى تحتية حيوية. ويعكس ذلك، بحسب مراقبين، توجهاً مغربياً واضحاً نحو تعزيز الحماية الجوية للنقاط الحساسة ذات البعد السيادي والاقتصادي. من الناحية العملياتية، يندرج نشر منظومة Barak MX ضمن مسار أوسع لتحديث شبكة الدفاع الجوي المغربية، التي تقوم على مبدأ التعدد والتكامل بين أنظمة مختلفة المصدر. ويُنظر إلى هذا التنوع، الذي يجمع بين تجهيزات روسية وصينية وأمريكية إلى جانب المنظومات الأحدث، كعنصر قوة يتيح بناء دفاع جوي متعدد الطبقات، قادر على التعامل مع أنواع مختلفة من التهديدات. ويرى محللون عسكريون أن إدماج Barak MX في هذه المنظومة لا يقتصر على تعزيز القدرات التقنية فحسب، بل يعكس أيضًا تطورًا في العقيدة الدفاعية للمملكة، القائمة على الاستباق والجاهزية، في سياق إقليمي يتسم بتزايد التحديات الأمنية وتسارع سباق التسلح.