في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري التنسيقي لتنفيذ مخرجات منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC) بمدينة تشانغشا، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على أن الشراكة بين الصين وإفريقيا تمثل حجر الزاوية في بناء نظام عالمي جديد أكثر توازناً وعدلاً. وأكد أن الصين، بصفتها أكبر دولة نامية في العالم، وإفريقيا، كقارة تضم أكبر تجمع للدول النامية، تشكلان معاً قوة مؤثرة في قلب الجنوب العالمي، وينبغي أن تتكاتفا من أجل مواجهة الاضطرابات الدولية المتصاعدة بتضامن وثقة ذاتية أقوى. وأوضح وانغ يي أن الظروف العالمية الراهنة، بما تحمله من تحديات وتحولات عميقة، تفرض على الصين وإفريقيا مسؤولية تاريخية مشتركة لتوجيه مسار التغيير نحو مزيد من الاستقرار والعدالة. ودعا إلى تعزيز التنسيق بين الجانبين من أجل الدفاع عن مصالح دول الجنوب، وتكريس مبادئ الانفتاح الاقتصادي، وتوسيع مجالات التعاون التنموي بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز من حضور إفريقيا في المشهد العالمي. وأكد الوزير الصيني أن العلاقة بين الصين وإفريقيا يجب أن تكون نموذجاً للتعاون القائم على المنفعة المتبادلة والمساواة، وأن تعمل على دعم النظام الدولي القائم على العدالة، ورفض كل أشكال التهميش والهيمنة. كما شدد على أهمية التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، معتبراً أن تعزيز هذا البعد يسهم في بناء عالم أكثر تنوعاً وتفهماً وتسامحاً. وفي ختام كلمته، أعرب وانغ يي عن ثقته بأن أكثر من 2.8 مليار نسمة من شعوب الصين وإفريقيا، إذا ما واصلوا العمل يداً بيد، سيتمكنون من تحقيق خطوات كبرى في مسار التحديث والتنمية، والمساهمة الفاعلة في رسم ملامح عالم جديد أكثر إنصافاً واستقراراً.