تستعد مدينة مونبلييه الفرنسية، يوم 9 شتنبر الجاري، لاحتضان تظاهرة اقتصادية رفيعة المستوى تحت عنوان "Cap sur le Maroc"، أو "الوجهة المغرب"، بمشاركة مسؤولين وخبراء ورجال أعمال من الجانبين المغربي والفرنسي. ويأتي هذا الحدث ليؤكد الدينامية المتنامية في الشراكة بين المملكة المغربية وجهة "أوكسيطاني" الفرنسية، ويضع أسسًا جديدة للتعاون في قطاعات استراتيجية مرتبطة بمستقبل الاقتصاد العالمي. الملتقى سيُخصص لمناقشة محاور حيوية، في مقدمتها الذكاء الاصطناعي، الصحة، الهيدروجين الأخضر، الصناعات الإبداعية والثقافية (ICC)، النقل المستدام، إلى جانب استكشاف فرص الاستثمار المشترك في قطاعات واعدة أخرى. ويُنتظر أن يشكل منصة للتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين، بهدف خلق شراكات عملية تعود بالنفع على الطرفين. المغرب، الذي رسخ مكانته كأحد الاقتصادات الصاعدة في إفريقيا بفضل إصلاحاته العميقة واستثماراته في البنيات التحتية، ينظر إلى هذا الحدث كفرصة لتعزيز حضوره في السوق الأوروبية، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالتحول الطاقي والابتكار التكنولوجي. أما بالنسبة لمونبلييه وجهة أوكسيطاني، فإن "الوجهة المغرب" تمثل بوابة للتقارب مع بلد يُعتبر اليوم منصة إقليمية للتجارة والصناعة في إفريقيا والجنوب المتوسطي. ويأتي تنظيم هذا الموعد في سياق متجدد من العلاقات المغربية الفرنسية، رغم التحديات التي عرفتها خلال السنوات الأخيرة، حيث يسعى الطرفان لإيجاد مساحات تعاون عملية تخدم التنمية الاقتصادية وتدعم المشاريع المبتكرة المشتركة. الحدث، بحسب القائمين عليه ومن بينهم بلدية مونبلييه وغرفة التجارة والصناعة بهيرولت، يعكس قناعة متزايدة لدى الشركاء الأوروبيين بأن المغرب ليس مجرد سوق، بل فاعل إقليمي مؤثر في قضايا الطاقة المستدامة، الأمن الغذائي، والتحول الرقمي.