مراكش – شدد المشاركون في لقاء تفاعلي، نظم اليوم الثلاثاء، حول موضوع “قطاع التعمير ما بعد جائحة كورونا .. انطلاقة جديدة لأوراش البناء ما بعد رفع الحجر الصحي”، على ضرورة إحداث قطيعة في أنماط الاشتغال داخل أوراش البناء بعد رفع الحجر الصحي. وأكد المتدخلون، خلال هذه الندوة الافتراضية والتفاعلية المنظمة من قبل الوكالة الحضرية بمراكش تحت إشراف ولاية جهة مراكشآسفي، على ضرورة الاستئناف “التدريجي” لأوراش البناء، قصد الحد من انتشار وباء “كورونا” بين العمال “الذين يجب إخضاعهم لتحاليل التشخيص قبل العودة إلى العمل في الأوراش”. كما أكدوا على ضرورة توظيف أطباء شغل أو مسؤولين صحيين مكونين لهذا الغرض، تعهد إليهم مهمة التحسيس ومتابعة تنزيل التدابير الوقائية داخل أوراش البناء (التباعد الاجتماعي والتعقيم والارتداء الإلزامي للكمامات الواقية وغيرها). وشددوا، خلال هذه الندوة التفاعلية التي جمعت بين كافة المتدخلين في الميدان (مقاولات وشركات البناء ومكاتب الدراسات والمهندسين المعماريين …)، على ضرورة مراقبة سلسلة القطاع بدء من إنتاج وتوزيع مواد البناء إلى غاية جمع وتدبير نفايات الأوراش. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز مدير الوكالة الحضرية بمراكش، سعيد لقمان، أهمية الدليل الخاص، الذي يتضمن التدابير الوقائية والصحية في الأوراش المعد من قبل وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بتشاور مع كافة المتدخلين بالقطاع. اقرأ أيضا: كوفيد-19 .. ساكنة إقليماليوسفية تنخرط في احترام التدابير الوقائية وشدد السيد لقمان على ضرورة الاستئناف التدريجي للعمل داخل أوراش البناء، التي تمثل قطاعا استراتيجيا يرتبط مع قطاعات أخرى من قبيل النقل واللوجستيك والصناعة التقليدية وصناعة الاسمنت وغيرها. من جانبها، أكدت المديرة الجهوية لسياسة الإسكان والمدينة، صفاء بومراح، أن عددا من المتدخلين على علاقة بأوراش البناء تضرروا بشكل كبير من الجائحة، من ضمنهم مكاتب الدراسات وصناعة الاسمنت والمهندسون المعماريون والوكالات العقارية والمنعشون العقاريون، وكذا العمال بالأوراش. وأوضحت السيدة بومراح، أنه على الصعيد الجهوي تضرر القطاع بشكل كبير من الجائحة، ذلك أن أوراش بناء حوالي ألف وحدة للسكن الاقتصادي متوقفة حاليا، مذكرة بالتدابير التي اتخذتها الوزارة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للوباء على القطاع. من جهته، أشار المدير العام المساعد لشركة العمران بجهة مراكشآسفي، رمزي بوغابي، أن الشركة تقود أزيد من 37 برنامجا في الجهة على علاقة بتهيئة العقارات السكنية وتأهيل المدن العتيقة ومكافحة مدن الصفيح، أي ما يعادل 111 ورشا مفتوحا. وأضاف السيد بوغابي أن عمالة مراكش لوحدها تضم 65 ورشا، بنسبة 58 في المئة على الصعيد الجهوي، أغلبها متوقف حاليا. من جانبه، أكد رئيس الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين، السيد نصر الدين انجيمة، أن استئناف وإعادة افتتاح أوراش البناء سيكون أول مرحلة نحو إنعاش القطاع، في ظل توقف 80 في المئة من الأوراش الحالية. أما رئيس الجمعية المغربية للبناء المستدام، رشيد خياطي حسيني، فشدد على أهمية القطاع في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، مشيرا إلى أن هذا القطاع يشغل أزيد من مليون شخص، ما يجعله ثاني قطاع مشغل بعد الفلاحة، فضلا عن مساهمته ب16 مليار درهم في ميزانية الدولة خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأشار السيد حسيني، إلى أن الدليل الخاص بتدبير مخاطر انتشار (كوفيد-19) في أماكن العمل بقطاع السكن والبناء يشكل قيمة مضافة للقطاع، سيمكن من الحد من انتشار الوباء بين العاملين في القطاع. اقرأ أيضا: الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي يتواصل بفرنسا وسعى هذا اللقاء التفاعلي إلى فتح نقاش عمومي لتدبير أوراش البناء ما بعد الحجر الصحي بمراكش، من خلال مناقشة الرهانات والتحديات التي يتعين رفعها، وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتقديم أفكار ومقترحات عملية، وفق منهج الذكاء الجماعي وفي احترام للتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية. ويثير هذا الموضوع مجموعة من الاكراهات التقنية والميدانية، التي تطرح صعوبة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية والحذر داخل الأوراش، نظرا لطبيعة مجالها وتعدد المتدخلين في نطاقها، وما قد يسببه ذلك من انتشار للجائحة. ويأتي هذا اللقاء التفاعلي في إطار منتدى “مراكش ما بعد كوفيد-19” الذي يبرمج سلسلة من الندوات وورشات التفكير والتبادل، قصد التشاور بين مجموع الفاعلين المعنيين حول أشكال ما بعد الحجر الصحي، خاصة استخدام الفضاءات العمومية وقضية التنقل.