أن تجتمع «الخبرة» الكوميدية، متمثلة في الفنان مصطفي الداسوكين، أحد المرتكزات الرئيسية المميزة في السلسلة الفكاهية «عائلة السي المربوح» (ج 1 2) ،التي سبق وأن لقيت إقبالا جماهيريا جد محترم على قناة «الأولى» في السنوات الفارطة، والصدق في الأداء، كما هو حالة الفنان إبراهيم خاي، إحدى «النقط..ة» المضيئة غير النمطية على مستوى التشخيص في سلسلة «امبارك و مسعود» التي بتثها القناة الثانية رمضان ما قبل الماضي،.. أن يجتمع هذان الفاعلان الفنيان ، بمعية أسماء، ممن وقعت على أعمال درامية مسرحية وتلفزيونية و سينمائية.. محترمة من قبيل عبد الله ديدان، جواد السايح، نعيمة بوحمالة، جمال الدين العبابسي، جواد العلمي، سعاد العلوي رشيد سلاك، زكريا تاملو، عبد الهادي البنين وآخرين ، في إنتاج تلفزيوني كوميدي واحد، من المرجح أن يكون أحد الأطباق الفرجوية الأساسية على «مائدة الإفطار» « الأولى»، التي لازالت تراهن بقوة على الأعمال الكوميدية التلفزيونية - كما في السنوات الفارطة - لاستقطاب أنظار المشاهدين، بالرغم مما صادفته أغلب السلسلات - كما في القناة الثانية - من انتقادات، أحيانا حادة و لاذعة.. فذلك يعني أن قناعة التنغيير قد وقعت ، وأن الأمر جد مختلف هذه «المرة» - ونأمل أن يكون كذلك - باعتبار تجديد الدماء الذي ستعرفة الإنتاجات الدرامية المقبلة ومنها «خير سلام» على مستوى الأداء والتشخيص، حيث كانت العناوين الكوميدية السابقة التي تعرض على المغاربة في أوقات الذروة (فترة الإفطار) ترتبط بأسماء بعينها أكثر ما ترتبط بنصوص وسيناريوهات وانضباط لعملية إدارة الممثل... التي غالبا ما كانت تسجل انفلاتات تصيب العمل التلفزيوني برمته في مقتل، فتذوب الفكرة والموقف الذي يخلف الفرجة والبسمة أمام طغيان النمطيات «العيايشية» و « الميلودية» و«اعمارية» و «عين الرحمة المبالغ فيها..» وهلم جرا .. فهل سنعيش هذه المرة وضعا مختلفا تتسيد فيه الفكرة والنص والموقف مع تركيبية بشرية - أعيد لها الاعتبار - بدل الشطحات التجسيدية المجانية الخارجة عن روح نص العمل الدرامي، الذي من المفروض أن يحترم ذكاء المشاهدين الذين، بكل تأكيد، ارتقت ذائقة متابعاتهم الدرامية دون ترتقي وتسمو إنتاجاتهم التلفزيونية الوطنية المذكورة إلى مستوى انتظاراتهم، مع استثناءات جد قليلة طبعا.. فالأصداء المتسربة من استوديوهات عين الشق، حيث يتم تصوير، هذه الأيام «خير سلام» - ونرجو أن يكون فعلا خيرا و سلاما على مشاهدتنا الرمضانية - «تبشر» بتحقيق «حلم درامي» جميل ينسينا المتاهات «الكوميدية» الماضية، التي لا أول لها و لا آخر.. فالأسماء الفنية المعتمدة نلمس فيها النكهة التشخيصية المغايرة والمتنوعة الواعدة بفرجة مضمونة من منطلق التراكمات التي وقعت عليها، وكذا الفكرة التي تدثر العمل برمته من خلال استناده - كما يحيل العنوان - إلى الرغبات و الطموحات الكامنة في اللاشعور، أي الحلم، الذي يتوزعه اسميا في السلسلة «سلام» و «خير»، شخصان على طرفي نقيض، وهي طموحات وانتظارات.. ليست بالضرورة ذاتية و لكن جماعية أيضا، ترتبط بما له علاقة بالمجتمع ككل من قبيل محاربة سلوكات اجتماعية.. شاذة وشائنة.. بغية تحقيق حياة أفضل على أساس قاعدة تفاعل الذاتي والجماعي والعكس.. هذا الثنائي«خير و سلام» وضعه كفكرة للعمل التلفزيوني الجديد أحمد بوعروة وحكيم الشرفي وترجمه كسيناريو وحوار كل من منير باهي، عبد اللطيف حوجيب، سعيد طنبور ومصطفى أشاور، وأخرجه مصطفى أشاور من خلال شخصية عون خدمة يدعى «سلام» المعروف باستقامته وإخلاصه في مهنته بكل الشفافية والوضوح اللذين يسندان مسيرته الحياتية في مواجهة زوجته «راضية» الطامحة إلى حياة أفضل ولو عبر سلوك زوحها سبل غير مشروعة لتحقيف هذا الطموح، لكن أحيانا يكون الامتناع والصد بالإقتناع.. فتتحول وجهة الزوجة نحو الأخ «خير الشخص العاطل الرافض و الساخط على الوضعية الاجتماعية التي هو عليها.. لتتناسل مواقف تعد بفرجة تلفزيونية نأمل أن تكون في مستوى الانتظارات ..