عندما سمع سكان طنجة عن مشروع "إعادة تهيئة ساحة سور المعكازين"، استبشروا خيرًا، وتوقعوا فضاءً جميلاً يُعيد الاعتبار لواحدة من أعرق الساحات بالمدينة. لكن الواقع جاء مخيبًا للآمال، لدرجة أن كثيرين لم يجدوا وصفًا مناسبًا سوى "كارثة عمرانية بكل المقاييس". الزليج المستعمل؟ أرخص نوع في السوق، بل حتى بعضه مكسّر وكأن المقاول جمع ما تبقى من الورشات القديمة! طريقة التركيب؟ كارثة ثانية فوق الأولى... حتى البنّاي اللي خدام حدا قهوة عبد الرحمان يشتغل بإتقان أحسن. أما التصميم؟ غياب تام للرؤية الجمالية أو الوظيفية، كأن من رسمه كان يُجرب لأول مرة برنامج التصميم على الحاسوب! الصدمة الكبرى كانت في تعامل الشركة مع المدافع الأثرية الموجودة بالساحة: لا نعلم بالضبط هل تمت إزاحتها أثناء الأشغال أم لا، لكن المؤكد أن أسفلها لم يتم تنظيفه كما ينبغي، وبقيت كميات من الأتربة والإسمنت محيطة بعجلاتها، في مشهد أثار استغراب الجميع. كأن الشركة قررت الاشتغال من فوقها، و"الله يعاونهم"، بلا أي احترام لقيمة المكان أو لأبسط قواعد الإتقان! ساكنة طنجة، ومعها كل من له ذوق بصري، تطالب اليوم ب: تصريح رسمي عن الميزانية التي صُرفت على هذا المشروع ومن استفاد منها. إعادة الأشغال من جديد، وفق معايير تحترم المدينة وتاريخها. إلزام الشركة المعنية بتحمل المسؤولية كاملة، تحت المراقبة والمتابعة. منع هذه الشركة من أي أشغال مستقبلية في طنجة، احترامًا للمال العام ولذوق الساكنة. إن ما وقع في ساحة سور المعكازين ليس مجرد خطأ تقني، بل فضيحة معمارية بكل المقاييس، تستوجب مساءلة ومحاسبة. طنجة تستحق الأفضل... وليس مشاريع تُهين تاريخها وتشوّه فضاءاتها. الصور المرفقة بالمقال تنطق بالحقيقة... وتكشف حجم العبث.