دق رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية عبد المولى عبد المومني ناقوس الخطر, حين نبه إلى أن العجز المالي للتعاضدية وصل في نهاية 2012 إلى أزيد من ملياري سنتيم ، وأكد عبد المولى في هذا الصدد أنه فور تسلمه لمهامه على رأس المكتب المسير للتعاضدية, قام خلال أول اجتماع مجلس إداري ، اعتبره تاريخيا، بمجموعة من عمليات الافتحاص التي شملت كل الجوانب المالية والادارية والموارد البشرية و النظم المعلوماتية ,كما قام بإعداد الدراسات الاكتوارية و بتعيين مفتش حسابات. وحول التغطية الصحية أكد عبد المومني أنه لا يمكن ضمان نجاح تجارب التغطية الصحية في المغرب دون اقتصاد اجتماعي تضامني، حيث لا يمكن للدولة وحدها أن تضمن النجاح الكامل لأنظمة التغطية الصحية دون مقاربة تضامنية بين مكونات المجتمع.. { مازالت أنظمة التغطية الصحية بالمغرب تتعثر أمام العراقيل التي تعترضها، ماهي أسباب التأخر في تعميمها على جميع شرائح المجتمع؟ أعتبر أن ملفي التقاعد والتغطية الصحية كانا دوما في صلب التحديات الاجتماعية التي تستوجب الكثير من الجهد والنضال من أجل رفعها، أنا شخصيا أحيي كثيرا حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي كانت لها الجرأة لرفع تحدي التغطية الصحية والتي وسمتها بالصفتين " الاجبارية " و "الاساسية" ، على الرغم من كل النواقص التي يمكن أن تشوبها.. ولكن الأهم في تلك الخطوة التاريخية كان هو أن يتوفر المغاربة على تغطية صحية أصبحوا منذ 2005 يجنون ثمارها ، لتنضاف إليها بعد ذلك خطوة راميد التي لا تقل عنها أهمية.. إلا أنه من الضروري هنا أن أوضح بأن المشكل في هذين النظامين الصحيين لا يكمن في القرارات أو في القوانين المنظمة لهما، بقدر ما يكمن في التطبيق على أرض الواقع، وفي اعتقادي ، وقد ذكرت مرارا وفي كثير من المحطات ، بأنه لا يمكن ضمان نجاح تجارب التغطية الصحية في المغرب دون توفير شروط النجاح لاقتصاد اجتماعي تضامني، حيث لا يمكن للدولة وحدها أن تضمن النجاح الكامل لأنظمة التغطية الصحية دون مقاربة تضامنية بين مكونات المجتمع، ولكم أن تبحثوا عن أدلة لذلك في العديد من التجارب الدولية في هذا المجال، ويمكنني أن أقدم هنا نموذجين دولية بارزين كالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، التي عاينت شخصيا النقاش الدائر حول أنظمة الحماية الاجتماعية في المنتديات التي حضرت في بعضها، حيث يتضح عموما أنه مهما وصلت مساهمة الدولة في دعم نظام التغطية الصحية، فإن ذلك لا يمكن أن يتعدى نسبة معينة من ناتجها الداخلي الخام، ويختلف الأمر بين بلد وآخر .. كل حسب إمكانياته الاقتصادية علما بأن إمكانيات المغرب محدودة في هذا المجال، وهو ما يجعل أنواع التغطية متباينة جدا بين التغطية الصحية عندنا وبين هذه الانظمة في بلدان أخرى، حيث تغطي بالنسبة لدولة متقدمة مناح عديدة من الاحتياط الصحي بينما في دولة محدودة الامكانيات كالمغرب، لا يتعدى الهدف الأسمى ، ضمان الحد الأدنى من التغطية على الأمراض المعروفة ، ياربي غير نلقاو التغطية للمواطن إذا مرض، وهذا في حد ذاته، أعتبر شخصيا أنه يعد إنجازا لا يستهان به بالمقارنة مع الدول الشبيهة اقتصادياتها بالمغرب. حيث تبقى تجربتنا مع كل ما يمكن أن يقال عنها متقدمة عما هو سائد حتى الآن في دول إفريقيا وفي العالم العربي ، بل وحتى في أمريكا اللاتينية، ويمكنني أن أقدم في هذا السياق نماذج كثيرة مما أنجز على هذا المستوى، سواء تعلق الأمر بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي أو بصندوق الضمان الاجتماعي أو بنظام الراميد بالنسبة للطبقات الاجتماعية الفقيرة الهشة. ، وهي كلها أنظمة تعتريها نواقص معينة، غير أنني دائما أؤكد أنه لا ينبغي أن نعالج هذه الملفات بالأحقاد بل بالمنطق العقلاني الذي يراعي المصالح العليا للمواطنين.. ومن بين النواقص التي أعتبر أنها تشكل خللا عميقا في منظومة التغطية الصحية في بلادنا في هذا الصدد، عدم امتداد هذه الأنظمة لتشمل القطاع الحر، حيث أعتقد أنه لا يعقل أن يلزم القانون بضرورة تقييد الأجير في الضمان الاجتماعي وفي خدمات التغطية الصحية في الوقت الذي يكون فيه المشغل محروما منها، وهذا ما يفسر تهرب الكثير من المقاولين من التصريح بمأجوريهم في الضمان الاجتماعي.."ملي كانطلبو من الباطرون يقيدهم في التغطية الصحية كايقول لك مادرتها حتى أنا" لذلك ومن هذا المنطلق فإنني أدافع دائما عن تغطية صحية شاملة لجميع الفئات الاجتماعية ولجميع المهن بدون استثناء، لأن خلق تغطية صحية للباطرونا يشكل بالضرورة ضمانة لحماية العمال والمستخدمين . وهذا ما جعلني أطالب دوما ، وحتى داخل المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، بضرورة توفير منظومة تغطية صحية متكاملة للقطاع الحر ببلادنا. { تعرضت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية لمجموعة من الاختلالات التي أنهكت توازناتها المالية ، كيف هي الآن الوضعية المالية لحساباتها؟ لا أخفي عنكم أنه في انتظار أن ينصفها القضاء وأن يمكنها من استعادة جزء من الأموال الضخمة التي استنزفت منها جراء التسيير العشوائي لخزينتها ، فإن العجز المالي للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وصل في نهاية 2012 إلى أزيد من ملياري سنتيم . وأنا أتحدت هنا عن الميزانية العامة السنوية للتعاضدية ، هذا دون احتساب العجز الخطير الذي تشهده منذ سنوات موازنة صندوق التسبيق على الوفاة الذي أنجزنا حوله مؤخرا دراسة اكتوارية خلصت إلى أن حجم الاحتياطات التي تنقصه، يفوق 1.5 مليار درهم وهو المبلغ الذي يلزم تأمينه حتى يستعيد هذا الصندوق توازنه... وأؤكد لكم في هذا الصدد، ويمكنكم الرجوع للاستدلال على ذلك إلى العديد من محاضر الاجتماعات الدورية، أنه فور تسلمي لمهامي على رأس المكتب المسير للتعاضدية، قمت خلال أول اجتماع مجلس إداري ، أعتبره تاريخيا، بمجموعة من عمليات الافتحاص التي شملت كل الجوانب المالية والادارية والموارد البشرية والنظم المعلوماتية، كما طالبت بإعداد الدراسات الاكتوارية وبتعيين مفتش حسابات وهي كلها إجراءات اتخذت من أجل ضمان الشفافية المالية للتعاضدية، وحتى لا يقال بعد ذلك إن تطبيق الفصل 26 جاء لأغراض سياسية ضيقة . ويمكنني أن أكشف لكم في هذا السياق بأن التحريات التي قمنا بها رفقة الإدارة في ذلك الحين، أبانت عن عجز في موازنة التعاضدية يناهز 150 مليار سنتيم ، ولذلك قررنا طلب افتحاصات خارجية أظهرت بالفعل أن وضعية التعاضدية كانت كارثية، حيث كانت مثلا على مستوى الموارد البشرية تشتغل بضعف طاقتها التوظيفية ، والكل يتذكر كيف انتقلت كتلة الأجور في ظرف وجيز قبيل خروج الرئيس السابق من 3 ملايير سنتيم إلى 7 ملايير سنتيم ، كما ترك لنا 550 ألف ملف مرض في الرفوف بكلفة إجمالية تفوق 14 مليار سنتيم.. وهذا كله يوضح حجم التحديات الكبرى التي كانت مطروحة أمامنا.. { إذن كيف تقيمون نظام التعاضد عموما؟ من الملاحظ أن المغرب لم يول الاهتمام اللازم لصناديق التعاضد، ففي الوقت الذي نرى بأن النموذج الفرنسي اهتم بهذا الشكل، حيث نجد أن قطاع التأمين المبني على نظام التعاضد يشكل حوالي 62 في المائة من تلك المبنية على القطاع الخاص ، نجد عندنا في قطاع التأمين مؤسستين وحيدتين فقط مبنيتين على نظام التعاضد وهما تعاضدية تأمينات أرباب النقل المتحدين و التعاضدية الفلاحية لامامدا، وهما تفقدان الآن قوتهما مقابل مؤسسات التأمين الكبرى الأخرى. نفس الشكل بالنسبة للقطاع الصحي الذي أثبتت التعاضديات في وقت سابق نجاعتها بالرغم من أننا لاحظنا أنها غطت بشكل كبير الولوج للخدمات الصحية بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين. { كيف تفسرون هذا الوضع وهل نحن الآن بحاجة الى سن قوانين جديدة لتنظيم قطاع التعاضد بالمغرب ،وما هو دور الدولة في دعم هذا القطاع؟ في الحقيقة هذا هو صلب الموضوع، ففي الحكومة السابقة تم التفكير في إعادة النظر في ظهير 1963وهنا المقاربة تختلف , فأنا أقول دائما لنعيد النظر في ظهير 1963 لكننا يجب ألا ننفي أن هذا الظهير كان جد متقدم في وقته، والجانب الذي كان يعرف اختلالا أو تأخرا هو نظام المراقبة والتدبير فقط. فقد اقترحت عليهم الحفاظ على ظهير 1963 والقيام بتطويره عبر البحث عن نواقصه وتتميمها، لنقوي نظام المراقبة والتدبير. فمن قبل كانت المراقبة تتم من خلال لجن مشتركة بين الدولة والمنتخبين، الآن نحن أمام وضع جديد للمراقبة فهناك مكاتب تدقيق ومتخصصون يمكننا أن نلتجئ إليهم وبصراحة فنحن نتصرف في أموال منخرطين وبالتالي لابد من تشديد الرقابة عليها وربط المسؤولية في التسيير والتدبير بالمحاسبة احتراما لروح الدستور الجديد. كان هناك طرح آخر يقول بأنه يجب إلغاء هذا الظهير وتعويضه بمدونة للتعاضد لكي لا يبقى الحديث عن ظهير معدل ويحسب لهم بأنهم جاؤوا بمدونة، لكن الملاحظ أن المدونة الحالية لا تتحدث عن المراكز الاستشفائية, وبالتالي فعلينا أن نوقف أنشطتها تماشيا مع مقتضيات المدونة. تم التراجع عن مبدأ الديمقراطية هنا أيضا وأصبح لها سقف محدد لا يجب تجاوزه وبعده يتكلف التقنوقراطي بالتسيير وينظر اليك على أنك مجرد منتخب ضعيف قاصر عن التسيير. هذه أمور خطيرة تمس بالقطاع وتمس حتى بمبادئ الدستور الجديد, ففي هذا الأخير الذي يتحدث عن الحق في الولوج الى الخدمات الصحية نعتقد أن هذه المدونة كان حريا بها أن تحدد المسؤوليات وأن تحدد مجال تدخل كل واحد منا ولايجب ترك المسيرين من دون تحديد لمجال تدخلاتهم لكي يعرفوا بالضبط مهامهم وما يجب فعله أو عدم فعله. شخصيا اطلعت على جميع الأنظمة المماثلة للتعاضد وهنا ألخص القول بأن الحديث عن الحكامة الجيدة والحق في الولوج الى الخدمات الصحية ولكي يكون عندنا أكبر عدد من المستفيدين من هذه الخدمات يجب أخد النموذج الفرنسي وبالضبط تعاضدية التعليم بفرنسا والذي تبناه الاتحاد الأوربي, فكيف يمكن تصور أن الدول الأوربية تتبنى نظاما تعاضديا والأصل أن هذه الدول تتبنى نظاما رأسماليا محضا مع وجود شركات تأمين تبحث عن الربح, ومع ذلك تم قبول هذا الشكل من النظام التعاضدي معنى ذلك أنه نظام شفاف وواضح ويربط المسؤولية بالمحاسبة ونعتقد بأن هذا النظام هو الأصلح للمغرب وسيساهم في تنميته. لابد من الاشارة الى أننا نحن الآن في الاتحاد الافريقي للتعاضد ونتحمل مسؤولية نائب رئيس الاتحاد الدولي للتعاضد والمشرفين على افريقيا والشرق الأوسط وعندنا اتفاقيات تربطنا مع منظمات التعاضد بأمريكا اللاتينية ومع منظمة تضم 18 دولة وتتواجد بالأمم المتحدة, كل هؤلاء يفتخرون بالتجربة المغربية في التعاضد. لقد زاروا المغرب في آخر ملتقى دولي للتعاضد بالمغرب وبالرغم من كل مايقال عن ضعف هذا النظام عندنا , سواء من حيث الولوج الى الخدمات الطبية والنواقص التي يتحدثون عنها في ظهير 1963 الا أنهم سجلوا التطور البارز لنظام التعاضد ببلادنا ,فنحن قادرين على تنمية قطاع التعاضد ببلادنا، فأمريكا اللاتينية كانت متخلفة في هذا القطاع والآن هي توشك على اللحاق بنا في نظام التعاضد. أؤكد لكم بأن نظام التعاضد من أهم الأنظمة التي يمكن أن تسهل الولوج الى الخدمات الصحية، فحتى الدولة لن تضطر لوضع يدها في جيبها لتحمل التبعات المالية للولوج لهذه الخدمات أو تتحمل مصاريف هذه المؤسسات الاستشفائية وبالتالي لن تكون لها مواجهة مع المواطنين أصلا, فالمواطن في هذا النظام يسير نفسه بنفسه. السؤال المطروح هنا هو لماذا لا يريدون هذا النموذج , نحن مطالبون بالدفاع عن النظام التعاضدي كتقدميين وكمدافعين عن حقوق المواطنين. يجب علينا أن نحين النظام التعاضدي بالمغرب، يجب أن نمضي قدما في اتجاه مدونة التعاضد ولكن ليس بالتراجع عن المكتسبات التي سبق أن حققناها لصالح المنخرطين والتي تخدمهم وتخدم الدولة والمجتمع وتعطينا إشعاعا على الصعيدين الاقليمي والدولي. صراحة لايمكننا تقبل التراجع عن نظام تعاضدي فعال وناجع في الوقت الذي يتحدث فيه الدستور الجديد عن الديمقراطية ودعم المواطنين واشراكهم في مجال الخدمات الصحية والتسيير؛ يجب أن نستميت في الدفاع عن مؤسسات تحمي المواطنين وتقدم لهم الدعم اللازم. هنا لابد للجميع أن يعرف بعض الخبايا المرتبطة بالتسيير التعاضدي ببلادنا؛ لقد تحملنا المسؤولية ووجدنا أن ملفات المرض كانت تأخذ وقتا طويلا قبل التعويض، فإذا وضع المواطن ملفه في التعاضدية وكان على صلة بالرئيس, فإن التعويض سيصرف له في أجل ستة أشهر واذا كانت لديه وسيلة ضغط على الرئيس فكان يسلمه شيكا بعد 10 الى 15 يوما. فالمواطن العادي كان يحس بعبء الصندوق عليه عند اضطراره لتحمل مصاريف الاستشفاء ولا يعوض في أجل معقول. اليوم تغير كل شيء في اتجاه مصلحة المواطن وبلغة الأرقام, فإن الإدارة السابقة كانت تنجز 650 ألف ملف سنويا وبعد تحملنا للمسؤولية انتقلنا الى مليون و200 ألف ملف سنويا وبشكل مستمر للسنوات الأخيرة وبنفس الوثيرة هنا استطعنا أن نعيد جو الثقة للمواطنين، جئنا الى التعاضدية فوجدنا 550 ألف ملف مرض متراكمة ومن دون أداء وهي بحاجة الى 14 مليار سنتيم لأدائها لمواطنين مرضى بأمراض مختلفة. لقد أخذنا على عاتقنا صرف المستحقات لهؤلاء بالرغم من كوننا لانتوفر على السيولة المالية الكافية، لقد جئنا لنقف الى جانب هؤلاء المواطنين, فتلك أموالهم لابد أن تعود اليهم فهم انتخبونا وعلينا حماية مصالحهم. الآن المعدل العام لأداء مستحقات المنخرطين هو شهر واحد وفي أقضى الحالات شهرين اذا ارتبط الملف لكبره ب لاكنوبس والتي تتبع نظاما خاصا للمراقبة.وعلى العموم هي مدة معقولة بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر سابقا. إجراء آخر شرعنا فيه وهو سياسة القرب، لقد اقتربنا من المنخرطين أكثر فأكثر فنحن الآن متواجدون بافران، بتارجيست، بوعرفة، زايو، تزنيت أسا الزاك المهم أننا وسعنا شبكة تواجد فروعنا ,ليس من خلال تشييد مقرات وصرف الملايير عليها، بل تعاملنا مع المؤسسات المنخرطة معنا والتي تقدر ب 2600 مؤسسة ووقعنا اتفاقيات معها وفرت لنا المقرات والموظفين وهو ما ساهم في تقريب خدماتنا من المنخرطين. لقد جئنا الى التعاضدية, فوجدنا عمارة واحدة بالرباط بها كل الخدمات الطبية وكأن كل منخرطينا متمركزين فقط بمدينة الرباط وفكرنا في دمقرطة الولوج الى الخدمات أيا كان المنخرط ,نسقنا مع المصالح المختصة فكانت أول منطقة استفادت من هذا التوزيع الجديد, دشنا مركز العيون والآن سهلنا الولوج الى الخدمات وهناك برنامج مستقبلي لتوسيع الانتشار بحسب الاحتياجات ومن دون تكليف مالية التعاضية تحملات اضافية. { كيف تقاربون الملف الإجتماعي للشغيلة المغربية؟ أعتقد أن الجانب الاجتماعي المتعلق بالتقاعد والملف الصحي، من الأولويات الأساسية التي يجب على كل النقابيين والسياسيين الانتباه إليها? واعتبر أن أولويات هذه الملفات، تعد مسألة أساسية ليس فقط عند الطبقة الشغيلة بل المغاربة عامة? من هنا أرى أنه أصبح من الضروري، اعتبار هذين الملفين من الأولويات الأساسية التي يجب أن تعتمد من نضالات الأحزاب والنقابات, ومن نموذج مؤسسة القرض الفلاحي التي بدورها عانت من تداعيات نظام التقاعد، وما عرفه هذا الواقع من تغيرات بفعل نضالات الشغيلة داخل مؤسسة القرض الفلاحي، والمجهودات التي نفذتها حكومة التناوب من أجل انقاذها ومواكبة الإصلاحات التي همت الجانب المالي والاجتماعي? { وهل هنا ك من تصور لمعالجة هذه الإشكالات؟ هذه الديباجة التي قدمت حول مؤسسة القرض الفلاحي، أريد عبرها أن أقول أنه من غير المعقول أن يبقى جميع الموظفين متفاوتين من ناحية الأجور ،و أن يتم دمجهم في صندوق واحد، وبالتالي لما يصلون إلى مرحلة التقاعد، تتوحد أجورهم بعد التقاعد في مستوى موحد لأن المعطيات التي تخص مرحلة وظروف التوظيف غير متشابهة من موظف إلى آخر? وبالعودة إلى التقاطبات التي أثرت على صندوق التقاعد منها الأجور غير المتساوية، المغادرة الطوعية، الزيادة في الاقتطاعات، كل هذه الإجراءت تؤدي الى استنزاف مدخرات صندوق التقاعد? ولمعالجة مثل هذا الواقع، يتطلب الأمر أن تكون المعالجة استراتيجية? لأنه في حالة ملف صندوق التقاعد، لا يجب أن تكون المعالجة ظرفية أو أنانية او منعزلة، بل معالجة استراتيجية، مع أخذ بعين الاعتبار كل متطلباتها التي تتمحور حول صندوق التقاعد? في هذا السياق، وفي إطار الحكامة، كان لابد من حكامة جيدة في التعاطي مع أموال هذا الصندوق وتوظيفها، لأن صناديق التقاعد يجب أن توظف أموالها أحسن توظيف، وفي حالة ما تم البحث عن توظيف أموالها في استثمارات لابد أن تكون هذه الاستثمارات تصب في خانة حسن توظيفها لكي يستفيد منها الصندوق? { إذن، للحد من هذا لابد من رفع مجموعة من الإلتباسات التي تحيط بهذا الصندوق؟ ليس هناك قطاع عمومي وقطاع خاص، لأنه في موضوع التقاعد كل القطاعات تتوحد? لهذا أعتبر أنه لحماية أنظمة التقاعد لابد من مداخيل كثيرة، وذلك قصد توظيفها بسهولة من أجل تحقيق الأرباح الي يتم ادخارها في الصندوق? في هذه الحالة، لابد من الترفع عن الشعارات الشعبوية والأنانية، ولابد من الإيمان والعمل على أن يتم دمج كل هذه الرواتب في صندوق واحد? لأنه حان الوقت، لخلق صناديق متعددة، وتقسيمها بشكل تراتبي وأفقي? في هذا السياق، على الحكومة والنقابات وكل المدافعين عن الطبقة العاملة من البحث عن السبل الناجحة لكي يكون للمتقاعد حقوقه المالية الكاملة? { وما هو المطلوب من السياسيين والنقابيين؟ المسألة التي يجب الاهتمام بها كنقابات، هي نسبة مساهمة الدولة في هذه الصناديق، هذا يتطلب دراسات دقيقة على أساس أن يكون الطرف الآخر صادق في تعامله مع هذا الملف? لهذا لابد من الذهاب الى عمق المشكل المطروح حاليا من خلال جمع أموال المتقاعدين وتوظيفها في مشاريع تكون لها عائدات مالية هامة، كما أنه لابد من حكامة جيدة في تدبير هذه الصناديق، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة والمراقبة? لأن الواقع الحالي يؤشر على أن المكسب الحالي الذي حققه صندوق التقاعد هو الإفلاس? لهذا لابد أن تكون المعالجة ذات طابع استراتيجي مطبوع بالجرأة وتحمل الجميع المسؤولية من أجل المصلحة العامة والعيش الكريم للمواطن?