تكلف مواد البناء كثيرا، الأمر الذي يمثل عبئا كبيرا خاصة على البلدان الفقيرة ذات الموارد الشحيحة أصلا. لذا كان من المنطقي أن تتم إعادة تدوير المواد المختلفة، وهذا ما يحدث حتى مع مخلفات الحيوانات الأليفة. ففي أجزاء كثيرة من أفريقيا يتم بناء الجدران والمنازل كلها أحيانا باستخدام روث الإبل بعد خلطه مع الطين والقش. ولكن حتى في بلد متقدم كألمانيا، لا يزال السماد الطبيعي يدخل في مواد البناء المستخدمة لتشييد المنازل الخشبية، إذ يتم ملء المسافات بين الأعمدة بخليط من روث البقر والجير والطين. وكما يقول «روبرت كيل» الذي يعمل رئيسا لعمال البناء في مدينة تورينغن، فإن البناء باستخدام الطين تقليد قديم متبع منذ تسعة آلاف عاما. واعتمادا على خبرته الطويلة الممتدة على مدى عقود، يوصي كيل لدى بناء المنازل الخشبية التقليدية بتشييد الغرف الداخلية أيضا بالطين المحتوي على السماد الطبيعي، فاستخدامها في بناء الطبقة الخارجية لجدران الحمامات وغيرها من المناطق الرطبة، يساهم في تلافي تكون الفطريات، «ففي معدة الأبقار هناك مادة معينة تعمل على تدمير الفطريات وتمنع تكاثرها.» ويعترف كيل بأن روث البقر يطلق رائحة غير مستحبة،» لكن بعد مرور حوالي سبع ساعات يجف الروث، وتختفي الرائحة تماما بعد ذلك».