الزيادة في أسعار قنينات غاز البوتان في المغرب بدءا من غد الإثنين    مسؤول إيراني: حياة الرئيس ووزير الخارجية "في خطر"    الشرطة العلمية والتقنية.. منظومة متكاملة تجمع بين الكفاءات البشرية والتقنيات الحديثة    ‮"‬ماطا"‮ ‬تبعث ‬برسالة ‬السلام ‬إلى ‬العالم    معرفة النفس الإنسانية بين الاستبطان ووسوسة الشيطان    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    منصة "طفلي مختفي" تمكن من استرجاع 124 طفلا لذويهم خلال سنة واحدة    سلطات طنجة المدينة تشن حملات لتحرير الملك العمومي والبحري (صور)    الموعد والقنوات الناقلة لمباراة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    المغرب يتجه نحو الريادة القارية والاقليمية في تصنيع السيارات الكهربائية    المعرض الدولي للنشر والكتاب.. إبراز تجليات مساهمة رئاسة النيابة العامة في تعزيز جودة العدالة    بلغ مجموع عدد الشكايات الذي توصلت بها المفتشية العامة للمديرية العامة للأمن الوطني من طرف المرتفقين 2447 شكاية خلال سنة 2023 مقابل 1329 سنة 2022    المحصول الضعيف للحبوب يسائل الحكومة عن التدابير البديلة للنهوض بالقطاع    ‬300‬فارس ‬يحيون ‬تراثا ‬محليا ‬وصل ‬إلى ‬العالمية ‬بمناسبة ‬مهرجان "‬ماطا" ‬في ‬دورته ‬الثانية ‬عشرة    إيطاليا تصادر سيارات "فيات" مغربية الصنع    المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : احتفاء بالذكرى ال19 تحت شعار التعبئة والتوعية بالأهمية الحيوية للأيام الألف الأولى من حياة الطفل    مهنيو قطاع النقل الطرقي للبضائع يرفضون مضامين مشروع مرسوم ولوج مهن النقل ومزاولتها    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    ساكنة الناظور تستنكر إبادة الفلسطينيين في وقفة تضامنية    انفجارات السمارة.. أكاديمي يحمل المسؤولية للجزائر    أخبار الساحة    شبيبة الأحرار تستنكر "التشويش" على الحكومة    البطاقة البيضاء تحتفي بالإبداع السينمائي الشبابي خلال مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تُبرز حضور الشباب المغربي في صلب أولوياتها    الجيش الكونغولي يعلن إحباط "محاولة انقلاب"    الرياض وواشنطن تقتربان من توقيع "اتفاقيات استراتيجية" تمهد للتطبيع    باحثون مغاربة وأجانب يتخوفون من تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب والفن    مجموعة «إمديازن» تعود لجمهورها بأغنية «إلى الجحيم يا حساد»    بسبب الجفاف.. الجزائر تتجه لخطف المركز الثاني من المغرب    الإطار المرجعي للامتحانات يخلق الجدل ومطالب بحذف بعض الدروس    عطية الله: سقوط سوتشي "أمر مؤسف"    إحباط "محاولة انقلاب" في كينشاسا بحسب متحدث باسم الجيش الكونغولي    تصادم بين سيارتين يرسل 5 اشخاص الى مستعجلات طنجة    بعد صفعة العزل.. بودريقة مطلوب في جامعة الكرة لهذا السبب    "لا داعي للمالديف".. مصممون سعوديون يعرضون أزياءهم على شواطئ المملكة    أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: تسليط الضوء على تحديات وفرص استعمالات الذكاء الاصطناعي في المرافق الأمنية    بعد إسبانيا.. مزارعون فرنسيون يعتدون على شاحنات مغربية محملة بالطماطم    موقع أمريكي يصنف طنجة وشفشاون ضمن أرخص الوجهات السياحية في إفريقيا    المغرب وفرنسا يعززان التعاون السينمائي باتفاق جديد    مهرجان "فيستي باز" ينتقد وسائل الإعلام الوطنية والقنوات الرسمية    نجم المنتخب الوطني قريب من مجاورة حكيم زياش    أنشيلوتي يوضح موقفه من أزمة تشافي مع برشلونة    سائقون يتركون شاحنات مغربية مهجورة بإسبانيا بعد توقيعهم على عقود عمل مغرية    مستشفى بغزة يعلن مقتل 20 شخصا في قصف إسرائيلي    مواجهات مسلحة بين مغاربة وأفراد عصابة في إسبانيا    بعد شجاره مع المدرب.. إشبيلية يزف خبرا سارا للنصيري    أوسيك يهزم فيوري ويصبح بطل العالم بلا منازع في "نزال القرن"    لماذا النسيان مفيد؟    كمال عبد اللطيف: التحديث والحداثة ضرورة.. و"جميع الأمور نسبية"    ندوة علمية بمعرض الكتاب تناقش إكراهات وآفاق الشراكة بين الدولة والجمعيات    الزليج ليس مجرد صور.. ثقافة وصناعة وتنظيم "حنطة" وصُناع مَهَرة    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    الأمثال العامية بتطوان... (602)    المغرب يسجل 35 إصابة جديدة ب"كوفيد"    دراسة: توقعات بزيادة متوسط الأعمار بنحو خمس سنوات بحلول 2050    السعودية تطلق هوية رقمية للقادمين بتأشيرة الحج    وزارة "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العسري يدخل على خط حملة "تزوجني بدون صداق"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا ينخدع الديمقراطيون بالظلال
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 24 - 01 - 2014

انطلقت في الساحة السياسية المغربية موجة جديدة من التحريض على القتل والاغتيال مصاحبة بنشر الكراهية والحقد والقذف في الأعراض والشرف. وهي موجة وإن كانت في الأصل قديمة, إلا أنها جاءت في ظروف سياسية واجتماعية اقتصادية وقانونية جعلتها ذات سمات تعكس نفس الحدة التي تعرفها تلك الظروف. إذ أنه وبالرغم من الفتور الذي اعترى انتفاضة 20 فبراير, فإن ما يجري تحت السطح من إرهاصات وتجاذبات وتناقضات، لا يمكن وصفه ، إلا على أنه بالغ الحدة، ويزيده حدة ما تعرفه المنطقة العربية من صراع لا يختلف إلا قليلا عن ما يجري في المغرب مثل مصر وتونس وليبيا ، واليسار وكل الديمقراطيين وكل التواقين إلى مواكبة تطور العصر الحديث يجدون أنفسهم في مقدمة الصراع لأنهم يرفعون من قديم شعارين كبيرين هما 1- الديمقراطية الحقيقية و2- استرجاع ثروة الشعب المنهوبة وتحكمه فيها . ولهذا فهم مستهدفون دائما بتحريف الصراع من كونه صراعا من أجل الحرية والكرامة ومن أجل العيش الكريم إلى صراع يأخذ طابعا دينيا تارة ، وتارة أخرى طابعا جزئيا وتقنيا . وقبل توضيح هذه النقطة المحورية لابد من الإحاطة بالموجة الجديدة من التحريض وشرح مفاهيمها المطروحة لأنها ملتبسة عند الكثيرين من الناس، ولا يقدرون خطورة ما ترمي إليه من تحريض على القتل وحث على القيام بأفعال إرهابية.
رمي شخص يدعى أبا النعيم في الساحة السياسية والإعلامية والدينية، بتصريحات ضد أسماء من اليسار أحياء وأمواتا ،وضد حقوقيين وضد نساء حزب سياسي وبعد هذا ضد اليسار ككل، من ضمن الاتهامات في حق هؤلاء :» الكفر البواح والحرب على القرآن والسنة» - «التهجم على القرآن إكراما للبغايا وتشجيعا للسياحة الجنسية «- « المهدي كافر مرتد «- الجابري كافر مرتد «- « حرب على الله وكتابه ودينه « - « الزنادقة ، حماة الفساد « بعد هذا توجه بخطاب مختلف شيئا ما عن الأول إلى العلماء وإلى وزارة الأوقاف وإلى عدة مؤسسات دينية يسألها بالله عليكم أهذا جائز في بلاد المسلمين؟ ليجيب موضحا ما يرمي إليه : « من قال ليس كفرا فقد ارتد عن دينه، ومن قال كفر فماذا فعل لمواجهة كفر الرجل؟ «.
من تحديد هذه الاتهامات يتضح أن الشخص لم يتهم اليسار بالكفر فقط كما ذهبت إلى ذلك وسائل الإعلام وإنما بخمس تهم,أربعة تهم كلها ثقيلة في الشريعة العقاب إذا طبقت هو القتل. في البداية سأشرح هذه التهم الأربعة ثم أشرح علاقتها بالتحريض على القتل والاغتيال :
1- التهم هي :
1- الكفر 2- الردة 3- الحرابة 4- الزندقة - زائد طبعا السب والقذف
1- الكفر : هو المنكر و الجاحد أما المراد منه في الشريعة فهو المقابل للمسلم ، بإنكار الأركان العقائدية الثلاثة : التوحيد و النبوة و المعاد ، و عليه فالكافر يشمل :
المُلحد الذي لا يؤمن بالله .
المُشرك ، و هو الذي يعترف بوجود الله و لكن يُشرك معه إلها أو أكثر
الوثني ، و هو الذي يعتقد بوجود إله وثني
من أنكر النبوة أو الرسالة .
من أنكر المعاد في يوم القيامة .
2- الردة :
المرتد هو الذي كان مسلما ورجع عن دينه وحدد في الفقه على أنه من أتاه إما بقول أو اعتقاد أو بفعل أو بشك
3- الحرابة :
جاءت الكلمة من الحرب, وكانت في الأصل تعني خروج جماعة لقطع الطريق لإحداث الفوضى والسرقة وسفك الدماء ،وأصبحت تعني كل من يحارب الله وكتابه ورسوله أكان جماعة أو فردا.
4 الزندقة : 
أصل كلمة زنديق فارسي, اشتقت من كلمة زندو وهو الذي يعتنق تعاليم كتاب الزندوفيستا للديانة المانوية ، وكانت تعني في بداية الإسلام كل من اعتنق هذه الديانة وأصبحت في الفقه فيما بعد تعني كل من يظهر الإسلام في العلن ويبطن الكفر في السر ، وفي القرآن وصفوا بالمنافقين.
هذه التهم تحيل على القتل بأشكال مختلفة وهي ليست تعبير عن الرأي، ولا كان كذلك المس بالأعراض والشرف، تعبير عن الرأي، ولا هي جدل فقهي كما ذهب إلى ذلك الناطق الرسمي للحكومة. لماذا لأن آيات قرآنية تؤطر دينيا هذه التهم ، وتحدد لها العقاب وترسم لها طريقا للعقاب . الشخص الذي رمى بالاتهامات حاول في فيديو آخر أن يبعد عنه تنفيذ العقاب الذي تنص عليه الآيات قائلا أنه من اختصاص أولياء الأمر، أما هو فلم يتعدى أن قال ما يقوله الشرع ، وكأنه هنا يسيطر على كل المنظمات الجهادية في المغرب والعالم .وهذا الخطوة التي بدت خطوة إلى الوراء لا تعني أي شئ في الواقع . أكيد أن بعض العلماء المحرجون من التكفير سيتنفسون الصعداء لأن أبا النعيم جعل التنفيذ في يد ولي الأمر . لكن هذا اعتقاد السذج من الناس . إن أبا النعيم يعرف ما يقول وهو مطلع على القانون المغربي ويعرف أن ولي الأمر لا قانون تحت تصرفه لقتل الناس أو قطع أوصالهم ولهذا فإنه وكل التكفيريين يناهضون القانون القائم ويدعون إلى تطبيق الشريعة, فلما قال أولياء الأمر إنما يعني أمراء الدم في الأحياء وفي المدن والقرى الذي سيكونون هم أولياء الأمر كما هو الحال في سوريا ,حيث تحررت مناطق من سيطرة الدولة وتم تطبيق الشريعة فيها يسهر عليها أمراء الحرب.
بعض العلماء الآخرين الذين يوافقون أبا النعيم في إصدار فتاوى التكفير يلتقون معه بطبيعة الحال في التطلع إلى تطبيق الشريعة والعودة بالمغرب إلى العقود الأولى من الإسلام التي طبق فيها الأمراء المعينون من الخليفة الجزية ووسعوا من السبي على اعتبار أن المسبيين كفار, مع العلم أن المغرب تم فتحه صلحا وليس عنوة ولكن أولائك الأمراء كانوا ينظرون إلى أي سلوك مخالف لنظرتهم للدين على أنه كفر وقد هب المغاربة ضد هذا التعسف وكثيرا ما قتلوا الولاة المعينين . 
وكما أفلت كل من أفتى بالكفر من العقاب على الجرائم التي اقترفوها يحاول هذا الشخص أن يفلت بتصريحه أن التطبيق بيد أولياء الأمر ولكن الحقيقة أنه يقصد أولياء الأمر في فترة مقبلة. هنا نذكر على سبيل المثال فرج فودة وحسين مروة وعمر بنجلون ورشاد خليفة الذي اغتيل في مسجد وهو يصلي والاعتداء على نجيب محفوظ وشكري بلعيد ... ولا يجب أن ننسى محمود محمد طه الذي اتهم بالردة وحوكم مرتين بها وبعد ذلك نفذ فيه « ولي الأمر « الإعدام بناء على فتوى الفقهاء المتعصبين الذين لا يخلو منهم عصر ولا دولة. اللائحة طويلة وفي كل الحالات يؤدي الثمن الذين نفذوا الفتوى ويبقى المحرض حرا طليقا .
لكن نية إهدار دم مواطنين ومواطنات وتلطيخ تاريخ شخصيات ثابتة من زاويتين: الأولى ما تنص عليه الآيات، ثانيا : اللباس الأسود الذي تلفع به ثالثا : تاريخه في الشبيبة الإسلامية. 
والجدير بالذكر أن العلماء الحقيقيين لا يجهلون هذه الآيات، ولكن يربطونها بشروطها في الزمان والمكان، وبآيات أخرى، لا تكره الناس على الدين ،وأخرى تحث على الرفق بأهل الكتاب. وبالعكس هناك من يذهب إلى أخذ هذه الآيات على أنها مطلقة في الزمان والمكان ومن يذهب إلى حد تكفير أهل الكتاب بل حتى بعض المذاهب الإسلامية نفسها ومتى صدرت فتوى بالتكفير والردة والحرابة, فإن حصر عواقبها التي تحث عليها الآيات ،لا يمكن أبدا التحكم فيه أمام تعقد وتشابك المنظومة الفكرية التي تحملها الجماعات الإسلامية المختلفة والمتعددة وهذا معلوم عند أبا النعيم وغيره. 
1- فماذا تقول الآيات وهنا سأشير إلى 12 آية فقط لأنها كثيرة :
1- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة التوبة: 73
2- فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} سورة الفرقان: 52
3- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} سورة الممتحنة: 1
4- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة التحريم: 9
5- وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} سورة النساء: 89
6- فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: 5
7- {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} سورة التوبة: 12
8- قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} سورة التوبة: 14
9- قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} سورة التوبة: 29
11- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} سورة محمد: 4
12- إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ المائدة 33 
هذه الآية الأخيرة هي الآية الأكثر ترديدا عند الجماعات الجهادية في الحد على من يحارب الله ورسوله وهي التهمة التي وردت عدة مرات في كلام الشخص الذي كفر جزءا من المجتمع عندما قال :» الحرب على القرآن والسنة» و « حرب على الله وكتابه ودينه «. 
معنى من خلاف هو أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، أو اليد اليسرى والرجل اليمنى 
 2- اللباس 
ظهر أبو النعيم المكفر في الفيديو بلباس أسود تلفع به حول جسمه كله وغطى رأسه بالأسود فمن أين أتى بهذا السلوك وماذا يعني ؟
مع العولمة وتطور التكنولوجيا المعلوماتية في العصر الحديث أصبحت الكثير من الرموز المجتمعية، ومنها اللباس تؤدي أدوارا في السياسة والإيديولوجي أكثر مما كانت تؤديه في العصور السابقة .
لا نعرف في التاريخ العربي الإسلامي من كان سباقا إلى اللباس الأسود إلا طائفة من اليهود كانوا في الجزيرة العربية بلباسهم هذا وكانوا في شمال إفريقيا، أما الأمازيغ فقد كان لهم لون يفضلونه حفظته الكثير من اللوحات الفرعونية ونقوش على الصخور تعود إلى عدة آلاف السنين قبل المسيح ،خاصة في صحراء تاسيلي يغلب عليه الأبيض مع ألوان زاهية بالأحمر والأصفر الفاقع . اللون الأسود كزي سيظهر مع الدولة العباسية في التاريخ الإسلامي وكان الأبيض هو المفضل في السنة واعتبر نقيا ناصعا ولهذا يتم به الإحرام, في حين اعتبر الأسود لون التجهم والكآبة والحزن ولهذا فضله الشيعة في عاشوراء . عندما تولى يوسف بن تاشفين الحكم فرض اللون الأبيض ليقطع كل الصلات الرمزية بالخلافة في الشرق ويؤكد على اللون التاريخي للمغاربة وترك اليهود على سلوكهم في اللباس, ومن هذا التاريخ كان زي الفقهاء والعلماء في المغرب هو الأبيض .
مع ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة بدأ اللباس الأسود يظهر بقوة وخاصة عند داعش في العراق وسوريا وعند النصرة في سوريا وهو يرمز لديها إلى الخروج على كل ما هو قائم في المجتمع ومن الملاحظ أن داعش على الخصوص تركت للشباب القادم من أمريكا وأوروبا والذي تعود على لباس البنطلون والجاكيت حق لبس البنطلون والجاكيت على أن يكون أسود، وهكذا يمكن مشاهدة بعضهم بلباس جلدي أسود مثل اللباس الذي تلبسه جماعات الدراجات النارية الكبيرة في أمريكا (groupes de bikers) والتي هي أيضا متمردة على القانون والمجتمع .
لباس أبو النعيم الأسود ينسجم مع اتهاماته لليسار بالقتل وقطع الأطراف ودحرجة الرؤوس بالسيوف على غرار ما تفعله داعش التي قلدها في اللباس وفي التكفير والردة والحرابة
3- في الشبيبة الإسلامية
عندما كان مطيع ما يزال في المغرب كان اسم أبو النعيم مغمورا بالرغم من أنه كان مقربا جدا من مؤسس الشبيبة الإسلامية، لكن ما أن غادر المغرب حتى ظهر أبو النعيم من خلال تعيينه من طرف مطيع مسؤولا على التنظيم الذي لجأ إلى السرية التامة ، ومن خلال تفضيله على باقي الأعضاء المقربين منه. ولما كانت الخلافات تدب وسط التنظيم في المغرب كان أبو النعيم هو المعتمد من طرف مطيع لحلها ونقل توجيهاته . 
بعد مغادرة مطيع للمغرب على إثر تورطه في اغتيال الشهيد عمر بنجلون دخلت الشبيبة الإسلامية في مايسمى بالتعزير وهي اعتداءات بالسلاح الأبيض والهراوات والقضبان الحديدية ضد عدد من اليساريين وخاصة في صفوف الأساتذة, نقل عدد منهم إلى المستشفيات ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة، وكان التعزير كما تمت مشاهدته عن كثب من طرف الكثير من المشاهدين يتم بحماية الشرطة، وكانت الأسماء المراد الاعتداء عليها تحدد من طرفها والأكثر من هذا كان ينزل أعضاء الشبيبة الإسلامية من سيارات الشرطة. وفي هذا التاريخ حاولت خلايا الشبيبة الإسلامية بالدار البيضاء نسف المهرجان الخطابي للاتحاد الاشتراكي في ملعب سيدي معروف المنظم بمناسبة الانتخابات البرلمانية في 1977 
بعد هذه المرحلة تتالت فترات الخلافات داخل الشبيبة الإسلامية لم يجد معها مطيع إلا أن يعطي أوامره للتنظيم كي يتسربوا إلى كل الجماعات الإسلامية القائمة ليعملوا على جعلها أكثر راديكالية وهنا سيمر أبو النعيم على عدة تنظيمات لعل وعسى يجد ضالته .
ما يثير في هذا المسار هو أنه شخص لعب أدوارا هامة جدا في الشبيبة الإسلامية عنوانها الرئيسي هو البلطجة والاعتداء، وفي غفلة يسمع به أنه إمام مسجد بدرب السلطان ينفث سموم تكفير المجتمع وسط الشباب وهذه النقطة تستدعي علامات استفهام كبيرة لأنه لم يتوار عن الأنظار إلا بعد تفجيرات الدار البيضاء ليعود من جديد بعد أن تقادمت الأحداث .
لم يفهم أبو النعيم وهو يتبوأ إمامة مسجد أن الأحوال السياسية في المغرب قد طرأت عليها تغيرات بعد أن تم عزل أحد أعمدة مدرسة أوفقير - الدليمي وأن الاتحاد الاشتراكي أصبح يسير الشأن العام وأن هذا الزمن زمن الانترنيت واليوتوب والفيسبوك والجرائد الالكترونية ليس هو الزمن الذي كفر فيه مطيع الشهيد عمر بنجلون لا جرائد تنشر له تكفيره ولا انترنيت, واضطر بعد أن أصم الناس في بعض الاجتماعات المحدودة بتكفير الشهيد أن يذهب إليه رفقة إبراهيم كامل في مقر جريدة المحرر ليدعوه بدون خجل إلى الإسلام ،لم يفهم الفرق ولكنه ما زال يحلم بما قام به مطيع فأطلق العنان بالتكفير مسترجعا أيام المجد البلطجي وهكذا تم عزله بعد أن تجاوز كل الحدود .
الآن عاد من جديد ومسألة حقوق المرأة الاقتصادية والقانونية والاجتماعية ليست هي ما حرك أبو النعيم, فتلك الحقوق ليست إلا ذريعة حيث أنها بالنسبة إليه فرصة فقط ما دامت قد رفعت أياد المزمار والبندير لإرقاص الأفاعي . هل ما قام به بالإضافة إلى الدور التاريخي ضد الديمقراطية ولصالح بقاء الفساد يدخل في إطار جمع تنظيم تكفيري استعدادا لدخول مطيع إلى المغرب, الشئ الذي يعمل من أجله أصحاب المزمار و البندير ، خصوصا وقد ظهر أن الخط التكفيري يمكن له أن يلعب أدوارا بهلوانية لإشعال النيران في عمق المجتمع لفائدة من يتحكم من بعيد في خيوطه إذا ما عاش أي مجتمع خضات وهزات وهذا ما يحصل في سوريا ومصر وليبيا وتونس. على كل في القريب ستتضح معالم تحركات كل الأطراف من هذه النقطة .
عودة إلى النقطة الأولى في هذا المقال نؤكد أن الموجة التكفيرية الجديدة تتعدى أبا النعيم لأن الفعل واحد والوجوه تتغير فإذا لم تعد هناك حاجة إليه تغير وبرز كما حصل منذ بداية المد التكفيري في المغرب قبيل اغتيال الشهيد عمر بنجلون . طوال عقود تتالت فتاوى التكفير لا لشئ إلا لأن من تطالهم تلك الفتاوى يناضلون من أجل الديمقراطية وضد نهب الثروات ، ألم يؤكد الشهيد عمر في التقرير الإيديولوجي وفي محاضراته على أن « الاشتراكية بالنسبة لنا ليست فلسفة للكون» ؟ لكي يبعد النضال عن مواضيع العقائد حول الله والقرآن والبعث ولكن الاغتيال جاء بالضبط على هذا الموقف حتى إن صدقنا أنهم يؤمنون بما يقولون، لكن الواقع أنهم كانوا يفركون أيديهم طربا على الجدل في موضوعات عقائدية غير مطروحة أصلا، الاغتيال يكذب كل الادعاءات الزائفة التي تقول أن الاغتيال جاء دفاعا عن الدين ما دام كان واضحا في إبعاد العقائد عن الجدال، بل جاء في الحقيقة دفاعا عن مواقع الفساد والاستبداد في الدولة .
إن الأزمة الاقتصادية خانقة وتنذر بعواقب اجتماعية خطيرة ومواقع الفساد استطابت نهج الحكومة التي تضغط على القدرة الشرائية لغالبية الشعب التي هي أصلا متدهورة وهذه الخرجات التي يؤديها الممثلون لا تنفصل عن المشهد المسرحي المقدم في الساحة السياسية 
ومحاولات جعل التكفير ورمي الناس بالردة وبالحرابة وبالزندقة والخدش في الشرف والأعراض محاولات خسيسة تفضح واقعا خطيرا في مغرب اليوم, لهذا على كل الديمقراطيين في المغرب ألا ينخدعوا ويعتقدون أن الهجوم الجديد جاء من شخص .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.