احتقان داخل مجلس جماعة تارودانت.. مستشارون يستعدون لمقاطعة دورة ماي    برلمانية CDT توضح بخصوص مقال العون القضائي في مجلس المستشارين    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    المغرب.. العمل عن بعد سيؤطر قريبا من خلال مدونة الشغل (السكوري)    وزير الدفاع الباكستاني: التوتر مع الهند قد يؤدي إلى حرب نووية    باريس.. أعمال شغب وسيارة تدهس مشجعين عقب تأهل باريس سان جيرمان لنهائي دوري الأبطال (فيديوهات)    إيلون ماسك يستعد لمغادرة منصبه السياسي.. وهذه خسائره المالية المتوقعة    الكرادلة يستأنفون التصويت لاختيار البابا الجديد    السيد ماهر مقابلة نموذج رياضي مشرف للناشطين في المجال الإنساني    الوداد يحتفل بعيده ال88 وسط أجواء من الوفاء والانتماء    استئنافية الرباط تُخفض العقوبة السجنية لمحمد زيان    طقس الخميس: أجواء حارة بعدد من الجهات    الذكرى ال22 لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن: مناسبة لتجديد آصرة التلاحم المكين بين العرش والشعب    اعتصام وإضراب إنذاري عن الطعام للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان    بعد الفوز على تونس.. وهبي يؤكد رغبة أشبال الأطلس في حصد اللقب    ديكلان رايس بعد خسارة آرسنال ضد باريس سان جيرمان: "بذلنا قصارى جهدنا.. وسنعود أقوى"    اتفاق مبدئي بين الأطباء الداخليين والمقيمين ووزارة الصحة ينهي الأزمة    ارتفاع أسعار الذهب بعد تحذير المركزي الأمريكي من الضبابية الاقتصادية    العرائش: إحباط محاولة تهريب طنين من مخدر الشيرا    الأميرة للا حسناء تزور بباكو المؤسسة التعليمية 'المجمع التربوي 132–134'    صادرات المغرب من الأفوكادو تثير قلق المزارعين الإسبان ومطالب بتدخل الاتحاد الأوروبي تلوح في الأفق    ماكرون يستقبل الشرع ويسعى لإنهاء العقوبات الأوروبية على سوريا    حكيمي: "نحن فخورون بأنفسنا ونطمح للتتويج بدوري أبطال أوروبا"    كيوسك الخميس | خارطة طريق لإحداث 76 ألف منصب شغل    العرائش: اتهامات بسرقة الكهرباء تلاحق شركة النظافة وسط صمت جماعي مثير    غرق شاب في "رأس الماء" يثير غضبا واسعا وسط لمنع ااسباخة في "ليروشي"    بطولة انجلترا: الإصابة تبعد ماديسون عن توتنهام حتى نهاية الموسم    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    إسرائيل تهدد طهران ب "نموذج غزة"    الوداد يسخر الأموال للإطاحة بالجيش    سان جيرمان يقصي أرسنال ويمر لنهائي رابطة الأبطال    13 قتيلا في الهند جراء قصف باكستاني    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    التهراوي: المنصات الجهوية للمخزون والاحتياطات الأولية ستعزز قدرة المنظومة الصحية على التدخل السريع في حالات الطوارئ    إحباط محاولة جديدة للهجرة السرية على سواحل إقليم الجديدة    المجلس الجماعي للجديدة يصادق على جميع نقاط جدول أعمال دورة ماي 2025    الدردوري: منصات المخزون والاحتياطات الأولية تجسيد للرؤية الملكية في تعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث    ارتفاع أسهم شركة "تشنغدو" الصينية بعد تفوق مقاتلاتها في اشتباك جوي بين باكستان والهند    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    منتدى التعاون الصيني الإفريقي: كيف أرسى أسس شراكة استراتيجية؟    استهلك المخدرات داخل سيارتك ولن تُعاقبك الشرطة.. قرار رسمي يشعل الجدل في إسبانيا    باكو.. الأميرة للا حسناء تزور المؤسسة التعليمية "المجمع التربوي 132–134"    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    من إنتاج شركة "Monafrique": المخرجة فاطمة بوبكدي تحصد جائزة وطنية عن مسلسل "إيليس ن ووشن"    ديزي دروس يكتسح "الطوندونس" المغربي بآخر أعماله الفنية    لأول مرة في مليلية.. فيلم ناطق بالريفية يُعرض في مهرجان سينمائي رسمي    من المليار إلى المليون .. لمجرد يتراجع    المكتب الوطني للمطارات يطلق طلبي إبداء اهتمام لإنجاز المحطة الجديدة    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    تحذير من تناول الحليب الخام .. بكتيريات خطيرة تهدد الصحة!    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا ينخدع الديمقراطيون بالظلال
نشر في فبراير يوم 20 - 01 - 2014

انطلقت في الساحة السياسية المغربية موجة جديدة من التحريض على القتل والاغتيال مصاحبة، بنشر الكراهية والحقد والقذف في الأعراض والشرف. وهي موجة وإن كانت في الأصل قديمة إلا أنها جاءت في ظروف سياسية واجتماعية اقتصادية وقانونية جعلتها ذات سمات تعكس نفس الحدة التي تعرفها تلك الظروف. إذ أنه وبالرغم من الفتور الذي اعترى انتفاضة 20 فبراير فإن ما يجري تحت السطح من إرهاصات وتجاذبات وتناقضات، لا يمكن وصفه ، إلا على أنه بالغ الحدة، ويزيده حدة ما تعرفه المنطقة العربية من صراع لا يختلف إلا قليلا عن ما يجري في المغرب مثل مصر وتونس وليبيا ، واليسار وكل الديمقراطيين وكل التواقين إلى مواكبة تطور العصر الحديث يجدون أنفسهم في مقدمة الصراع لأنهم يرفعون من قديم شعارين كبيرين هما 1- الديمقراطية الحقيقية و2- استرجاع ثروة الشعب المنهوبة وتحكمه فيها . ولهذا فهم مستهدفون دائما بتحريف الصراع من كونه صراعا من أجل الحرية والكرامة ومن أجل العيش الكريم إلى صراع يأخذ طابعا دينيا تارة ، وتارة أخرى طابعا جزئيا وتقنيا . وقبل توضيح هذه النقطة المحورية لابد من الإحاطة بالموجة الجديدة من التحريض وشرح مفاهيمها المطروحة لأنها ملتبسة عند الكثيرين من الناس، ولا يقدرون خطورة ما ترمي إليه من تحريض على القتل وحث على القيام بأفعال إرهابية.
رمى شخص يدعى أبا النعيم في الساحة السياسية والإعلامية والدينية، بتصريحات ضد أسماء من اليسار أحياء وأمواتا ،وضد حقوقيين وضد نساء حزب سياسي وبعد هذا ضد اليسار ككل، من ضمن الاتهامات في حق هؤلاء :" الكفر البواح والحرب على القرآن والسنة" – "التهجم على القرآن إكراما للبغايا وتشجيعا للسياحة الجنسية "- " المهدي كافر مرتد "- الجابري كافر مرتد "- " حرب على الله وكتابه ودينه " - " الزنادقة ، حماة الفساد " بعد هذا توجه بخطاب مختلف شيئا ما عن الأول إلى العلماء وإلى وزارة الأوقاف وإلى عدة مؤسسات دينية يسألها بالله عليكم أهذا جائز في بلاد المسلمين؟ ليجيب موضحا ما يرمي إليه : " من قال ليس كفرا فقد ارتد عن دينه، ومن قال كفر فماذا فعل لمواجهة كفر الرجل؟ ".
من تحديد هذه الاتهامات يتضح أن الشخص لم يتهم اليسار بالكفر فقط كما ذهبت إلى ذلك وسائل الإعلام وإنما بخمسة تهم أربعة تهم، كلها ثقيلة في الشريعة العقاب إذا طبقت هو القتل. في البداية سأشرح هذه التهم الأربعة ثم أشرح علاقتها بالتحريض على القتل والاغتيال :
1- التهم هي :
1- الكفر 2- الردة 3- الحرابة 4- الزندقة - زائد طبعا السب والقذف
1- الكفر : هو المنكر و الجاحد أما المراد منه في الشريعة فهو المقابل للمسلم ، بإنكار الأركان العقائدية الثلاثة : التوحيد و النبوة و المعاد ، و عليه فالكافر يشمل :
المُلحد الذي لا يؤمن بالله .
المُشرك ، و هو الذي يعترف بوجود الله و لكن يُشرك معه إلها أو أكثر
الوثني ، و هو الذي يعتقد بوجود إله وثني
من أنكر النبوة أو الرسالة .
من أنكر المعاد في يوم القيامة .
2- الردة :
المرتد هو الذي كان مسلما ورجع عن دينه وحدد في الفقه على أنه من أتاه إما بقول أو اعتقاد أو بفعل أو بشك
3- الحرابة :
جاءت الكلمة من الحرب وكانت في الأصل تعني خروج جماعة لقطع الطريق لإحداث الفوضى والسرقة وسفك الدماء ،وأصبحت تعني كل من يحارب الله وكتابه ورسوله أكان جماعة أو فردا.
4 الزندقة :
أصل كلمة زنديق فارسي اشتقت من كلمة زندو وهو الذي يعتنق تعاليم كتاب الزندوفيستا للديانة المانوية ، وكانت تعني في بداية الإسلام كل من اعتنق هذه الديانة وأصبحت في الفقه فيما بعد تعني كل من يظهر الإسلام في العلن ويبطن الكفر في السر ، وفي القرآن وصفوا بالمنافقين.
هذه التهم تحيل على القتل بأشكال مختلفة وهي ليست تعبير عن الرأي، ولا كان كذلك المس بالأعراض والشرف، تعبير عن الرأي، ولا هي جدل فقهي كما ذهب إلى ذلك الناطق الرسمي للحكومة. لماذا لأن آيات قرآنية تؤطر دينيا هذه التهم ، وتحدد لها العقاب وترسم لها طريقا للعقاب . الشخص الذي رمى بالاتهامات حاول في فيديو آخر أن يبعد عنه تنفيذ العقاب الذي تنص عليه الآيات قائلا أنه من اختصاص أولياء الأمر، أما هو فلم يتعدى أن قال ما يقوله الشرع ، وكأنه هنا يسيطر على كل المنظمات الجهادية في المغرب والعالم .وهذا الخطوة التي بدت خطوة إلى الوراء لا تعني أي شئ في الواقع . أكيد أن بعض العلماء المحرجون من التكفير سيتنفسون الصعداء لأن أبا النعيم جعل التنفيذ في يد ولي الأمر . لكن هذا اعتقاد السذج من الناس . إن أبا النعيم يعرف ما يقول وهو مطلع على القانون المغربي ويعرف أن ولي الأمر لا قانون تحت تصرفه لقتل الناس أو قطع أوصالهم ولهذا فإنه وكل التكقيريين يناهضون القانون القائم ويدعون إلى تطبيق الشريعة فلما قال أولياء الأمر إنما يعني أمراء الدم في الأحياء وفي المدن والقرى الذي سيكونون هم أولياء الأمر كما هو الحال في سوريا حيث تحررت مناطق من سيطرة الدولة وتم تطبيق الشريعة فيها يسهر عليها أمراء الحرب.
بعض العلماء الآخرين الذين يوافقون أبا النعيم في إصدار فتاوى التكفير يلتقون معه بطبيعة الحال في التطلع إلى تطبيق الشريعة والعودة بالمغرب إلى العقود الأولى من الإسلام التي طبق فيها الأمراء المعينون من الخليفة الجزية ووسعوا من السبي على اعتبار أن المسبيين كفار مع العلم أن المغرب تم فتحه صلحا وليس عنوة ولكن أولائك الأمراء كانوا ينظرون إلى أي سلوك مخالف لنظرتهم للدين على أنه كفر وقد هب المغاربة ضد هذا التعسف وكثيرا ما قتلوا الولاة المعينين .
وكما أفلت كل من أفتى بالكفر من العقاب على الجرائم التي اقترفوها يحاول هذا الشخص أن يفلت بتصريحه أن التطبيق بيد أولياء الأمر ولكن الحقيقة أنه يقصد أولياء الأمر في فترة مقبلة. هنا نذكر على سبيل المثال فرج فودة وحسين مروة وعمر بنجلون ورشاد خليفة الذي أغتيل في مسجد وهو يصلي والاعتداء على نجيب محفوظ وشكري بلعيد ... ولا يجب أن ننسى محمود محمد طه الذي اتهم بالردة وحوكم مرتين بها وبعد ذلك نفذ فيه " ولي الأمر " الإعدام بناء على فتوى الفقهاء المتعصبين الذين لا يخلو منهم عصر ولا دولة. اللائحة طويلة وفي كل الحالات يؤدي الثمن الذين نفذوا الفتوى ويبقى المحرض حرا طليقا .
لكن نية إهدار دم مواطنين ومواطنات وتلطيخ تاريخ شخصيات مية ثابتة من زاويتين: الأولى ما تنص عليه الآيات، ثانيا : اللباس الأسود الذي تلفع به ثالثا : تاريخه في الشبيبة الإسلامية
والجدير بالذكر أن العلماء الحقيقيين لا يجهلون هذه الآيات، ولكن يربطونها بشروطها في الزمان والمكان، وبآيات أخرى، لا تكره الناس على الدين ،وأخرى تحث على الرفق بأهل الكتاب. وبالعكس هناك من يذهب إلى أخذ هذه الآيات على أنها مطلقة في الزمان والمكان ومن يذهب إلى حد تكفير أهل الكتاب بل حتى بعض المذاهب الإسلامية نفسها ومتى صدرت فتوى بالتكفير والردة والحرابة فإن حصر عواقبها التي تحث عليها الآيات ،لا يمكن أبدا التحكم فيه أمام تعقد وتشابك المنظومة الفكرية التي تحملها الجماعات الإسلامية المختلفة والمتعددة وهذا معلوم عند أبا النعيم وغيره.
1- فماذا تقول الآيات وهنا سأشير إلى 12 آية فقط لأنها كثيرة :
1- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة التوبة: 73
2- فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} سورة الفرقان: 52
3- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} سورة الممتحنة: 1
4- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة التحريم: 9
5- وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} سورة النساء: 89
6- فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: 5
7- {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} سورة التوبة: 12
8- قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} سورة التوبة: 14
9- قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} سورة التوبة: 29
11- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} سورة محمد: 4
12- إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ المائدة 33
هذه الآية الأخيرة هي الآية الأكثر ترديدا عند الجماعات الجهادية في الحد على من يحارب الله ورسوله وهي التهمة التي وردت عدة مرات في كلام الشخص الذي كفر جزءا من المجتمع عندما قال :" الحرب على القرآن والسنة" و " حرب على الله وكتابه ودينه ".
معنى من خلاف هو أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، أو اليد اليسرى والرجل اليمنى

2- اللباس
ظهر أبو النعيم المكفر في الفيديو بلباس أسود تلفع به حول جسمه كله وغطى رأسه بالأسود فمن أين أتى بهذا السلوك وماذا يعني ؟
مع العولمة وتطور التكنولوجيا المعلوماتية في العصر الحديث أصبحت الكثير من الرموز المجتمعية، ومنها اللباس تؤدي أدوارا في السياسة والإيديولوجي أكثر مما كانت تؤديه في العصور السابقة .
لا نعرف في التاريخ العربي الإسلامي من كان سباقا إلى اللباس الأسود إلا طائفة من اليهود كانوا في الجزيرة العربية بلباسهم هذا وكانوا في شمال إفريقيا، أما الأمازيغ فقد كان لهم لون يفضلونه حفظته الكثير من اللوحات الفرعونية ونقوش على الصخور تعود إلى عدة آلاف السنين قبل المسيح ،خاصة في صحراء تاسيلي يغلب عليه الأبيض مع ألوان زاهية بالأحمر والأصفر الفاقع . اللون الأسود كزي سيظهر مع الدولة العباسية في التاريخ الإسلامي وكان الأبيض هو المفضل في السنة واعتبر نقيا ناصعا ولهذا يتم به الإحرام في حين اعتبر الأسود لون التجهم والكآبة والحزن ولهذا فضله الشيعة في عاشوراء . عندما تولى يوسف بن تاشفين الحكم فرض اللون ألأبيض ليقطع كل الصلات الرمزية بالخلافة في الشرق ويؤكد على اللون التاريخي للمغاربة وترك اليهود على سلوكهم في اللباس ومن هذا التاريخ كان زي الفقهاء والعلماء في المغرب هو الأبيض .
مع ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة بدأ اللباس الأسود يظهر بقوة وخاصة عند داعش في العراق وسوريا وعند النصرة في سوريا وهو يرمز لديها إلى الخروج على كل ما هو قائم في المجتمع ومن الملاحظ أن داعش على الخصوص تركت للشباب القادم من أمريكا وأوروبا والذي تعود على لباس البنطلون والجاكيت حق لبس البنطلون والجاكيت على أن يكون أسودا، وهكذا يمكن مشاهدة بعضهم بلباس جلدي أسود مثل اللباس الذي تلبسه جماعات الدراجات النارية الكبيرة في أمريكا (groupes de bikers) والتي هي أيضا متمردة على القانون والمجتمع .
لباس أبو النعيم الأسود ينسجم مع اتهاماته لليسار بالقتل وقطع الأطراف ودحرجة الرؤوس بالسيوف على غرار ما تفعله داعش التي قلدها في اللباس وفي التكفير والردة والحرابة
3- في الشبيبة الإسلامية ؟
عندما كان مطيع ما يزال في المغرب كان اسم أبو النعيم مغمورا بالرغم من أنه كان مقربا جدا من مؤسس الشبيبة الإسلامية، لكن ما أن غادر المغرب حتى ظهر أبو النعيم من خلال تعيينه من طرف مطيع مسؤولا على التنظيم الذي لجأ إلى السرية التامة ، ومن خلال تفضيله على باقي الأعضاء المقربين منه. ولما كانت الخلافات تدب وسط التنظيم في المغرب كان أبو النعيم هو المعتمد من طرف مطيع لحلها ونقل توجيهاته .
بعد مغادرة مطيع للمغرب على إثر تورطه في اغتيال الشهيد عمر بنجلون دخلت الشبيبة الإسلامية في يسمى بالتعزير وهي اعتداءات بالسلاح الأبيض والهراوات والقضبان الحديدية ضد عدد من اليساريين وخاصة في صفوف الأساتذة نقل عدد منهم إلى المستشفيات ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة، وكان التعزير كما تمت مشاهدته عن كثب من طرف الكثير من المشاهدين يتم بحماية الشرطة، وكانت الأسماء المراد الاعتداء عليها تحدد من طرفها والأكثر من هذا كان ينزل أعضاء الشبيبة الإسلامية من سيارات الشرطة. وفي هذا التاريخ حاولت خلايا الشبيبة الإسلامية بالدار البيضاء نسف المهرجان الخطابي للاتحاد الاشتراكي في ملعب سيدي معروف المنظم بمناسبة الانتخابات البرلمانية في 1977
بعد هذه المرحلة تتالت فترات الخلافات داخل الشبيبة الإسلامية لم يجد معها مطيع إلا أن يعطي أوامره للتنظيم كي يتسربوا إلى كل الجماعات الإسلامية القائمة ليعملوا على جعلها أكثر راديكالية وهنا سيمر أبو النعيم على عدة تنظيمات لعل وعسى يجد ضالته .
ما يثير في هذا المسار هو أنه شخص لعب أدوارا هامة جدا في الشبيبة الإسلامية عنوانها الرئيسي هو البلطجة والاعتداء، وفي غفلة يسمع به أنه إمام مسجد بدرب السلطان ينفث سموم تكفير المجتمع وسط الشباب وهذه النقطة تستدعي علامات استفهام كبيرة لأنه لم يتوار عن الأنظار إلا بعد تفجيرات الدار البيضاء ليعود من جديد بعد أن تقادمت الأحداث .
لم يفهم أبو النعيم وهو يتبوأ إمامة مسجد أن الأحوال السياسية في المغرب قد طرأت عليها تغيرات بعد أن تم عزل أحد أعمدة مدرسة أوفقير – الدليمي وأن الاتحاد الاشتراكي أصبح يسير الشأن العام وأن هذا الزمن زمن الانترنيت واليوتوب والفيسبوك والجرائد الالكترونية ليس هو الزمن الذي كفر فيه مطيع الشهيد عمر بنجلون لا جرائد تنشر له تكفيره ولا انترنيت واضطر بعد أن أصم الناس في بعض الاجتماعات المحدودة بتكفير الشهيد أن يذهب إليه رفقة إبراهيم كامل في مقر جريدة المحرر ليدعوه بدون خجل إلى الإسلام ،لم يفهم الفرق ولكنه ما زال يحلم بما قام به مطيع فأطلق العنان بالتكفير مسترجعا أيام المجد البلطجي وهكذا تم عزله بعد أن تجاوز كل الحدود .
الآن عاد من جديد ومسألة حقوق المرأة الاقتصادية والقانونية والاجتماعية ليست هي ما حرك أبو النعيم فتلك الحقوق ليست إلا ذريعة حيث أنها بالنسبة إليه فرصة فقط ما دامت قد رفعت أياد المزمار والبندير لإرقاص الأفاعي . هل ما قام به بالإضافة إلى الدور التاريخي ضد الديمقراطية ولصالح بقاء الفساد يدخل في إطار جمع تنظيم تكفيري استعدادا لدخول مطيع إلى المغرب الشئ الذي يعمل من أجله أصحاب المزمار و البندير ، خصوصا وقد ظهر أن الخط التكفيري يمكن له أن يلعب أدوارا بهلوانية لإشعال النيران في عمق المجتمع لفائدة من يتحكم من بعيد في خيوطه إذا ما عاش أي مجتمع خضات وهزات وهذا ما يحصل في سوريا ومصر وليبيا وتونس. على كل في القريب ستتضح معالم تحركات كل الأطراف من هذه النقطة .
عودة إلى النقطة الأولى في هذا المقال نؤكد أن الموجة التكفيرية الجديدة تتعدى أبا النعيم لأن الفعل واحد والوجوه تتغير فإذا لم تعد هناك حاجة إليه تغير وبرز كما حصل منذ بداية المد التكفيري في المغرب قبيل اغتيال الشهيد عمر بنجلون . طوال عقود تتالت فتاوى التكفير لا لشئ إلا لأن من تطالهم تلك الفتاوى يناضلون من أجل الديمقراطية وضد نهب الثروات ، ألم يؤكد الشهيد عمر في التقرير الإيديولوجي وفي محاضراته على أن " الاشتراكية بالنسبة لنا ليست فلسفة للكون" ؟ لكي يبعد النضال عن مواضيع العقائد حول الله والقرآن والبعث ولكن الاغتيال جاء بالضبط على هذا الموقف حتى إن صدقنا أنهم يؤمنون بما يقولون، لكن الواقع أنهم كانوا يفركون أيديهم طربا على الجدل في موضوعات عقائدية غير مطروحة أصلا، الاغتيال يكذب كل الادعاءات الزائفة التي تقول أن الاغتيال جاء دفاعا عن الدين ما دام كان واضحا في إبعاد العقائد عن الجدال، بل جاء في الحقيقة دفاعا عن مواقع الفساد والاستبداد في الدولة .
إن الأزمة الاقتصادية خانقة وتنذر بعواقب اجتماعية خطيرة ومواقع الفساد استطابت نهج الحكومة التي تضغط على القدرة الشرائية لغالبية الشعب التي هي أصلا متدهورة وهذه الخرجات التي يؤديها الممثلون لا تنفصل عن المشهد المسرحي المقدم في الساحة السياسية
ومحاولات جعل التكفير ورمي الناس بالردة وبالحرابة وبالزندقة والخدش في الشرف والأعراض محاولات خسيسة تفضح واقع خطير في مغرب اليوم لهذا على كل الديمقراطيين في المغرب ألا ينخدعوا ويعتقدون أن الهجوم الجديد جاء من شخص .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.