في إطار الأنشطة الثقافية للمعرض الدولي للكتاب استضافت قاعة «محمد الصباغ» بفضاء المعرض، صباح الأحد 16 فبراير الجاري ندوة لتقديم كتابين باللغة الفرنسية حول إفريقيا صدرا خلال السنة الجارية عن معهد الدراسات الإفريقية، جامعة محمد الخامس بالرباط. يحمل الكتاب الأول عنوان «نظرات مغربية في الادب الإفريقي»، والثاني « إفريقيا أمام القوى الدولية». وهما كتابان جماعيان يضمان دراسات أدبية وعلمية بأقلام كتاب وباحثين مغاربة. قدم كتاب «إفريقيا أمام القوى الدولية» الأستاذ محمد الشكوندي، عن معهد الدراسات الإفريقية، واعتبره من حيث الشكل، هو تجميع لدراسات وأبحاث قدمت في ندوة علمية أقيمت بمراكش بشراكة بين المعهد وجامعة القاضي عياض. وجل هذه الدراسات تتناول علاقة إفريقيا بالقوى الدولية الجديدة، خصوصا الصين والهند. وقد أكد الشكوندي أن إفريقيا منذ استقلالها وهي تعمل تحت وصاية قارات عديدة، خصوصا القارة الأوروبية والأمريكية. ومنذ سنة 2000 بدأت إفريقيا تعود إلى واجهة الاقتصاد العالمي. لذلك جاءت أبحاث الكتاب لتتناول قضية تعدد المتدخلين في القارة الإفريقية. وقد اعتبر الشكوندي أن تدخل القوى الجديدة في إفريقيا عوض القوى الاستعمارية التقليدية هي فرصة تاريخية لابد أن تستفيد منها القارة السمراء وإلا فإنها ستخسر كل شيء. ذلك لان تعدد مصادر التمويل تتجسد في قوى اقتصادية جديدة. وأكد المتدخل على الحكامة المحايدة، وقصد أن القوى الجديدة المتدخلة لابد من توسيع حضورها وتدع الحكومات الإفريقية تعمل على خلق وتأهيل قوتها الاقتصادية. من هنا جاءت فكرة الكتاب ليؤكد على أن إفريقيا توجد أمام فرصة تاريخية يجب أن تستفيد منها. فجل الدراسات والأبحاث ( أربعة عشرة دراسة وبحثا) تتمحور حول هذه القضية. وتساءل الشكوندي عن طبيعة حضور هذه القوى الجديدة المتدخلة في إفريقيا. فحضور الصين هو حضور متعدد المستويات وفي مختلف القطاعات، وهو عبارة عن استثمارات وتبادلات تجارية. لكن السؤال هو: هل ستحدث هذه التدخلات تغييرات جديدة في البنيات الاقتصادية. فكان الجواب بالنفي. فللأسف المبادلات التجارية لم يحدث فيها أي تغيير، لذلك وجب على إفريقيا الحذر الشديد من مثل هذه العلاقات. فلفرنسا سياستها، وللهند سياستها، وللصين سياستها، لذلك على إفريقيا أن تسن سياستها الخاصة بخصوص العلاقات الاقتصادية مع المتدخلين الجدد. أما الأستاذة سمية دويدر، فقدمت كتاب «نظرات مغربية في الأدب الإفريقي»، وهو كتاب باللغة الفرنسية يضم سبع دراسات بأقلام باحثين مغاربة ينتمون إلى جامعات مغربية، ويهتمون بالأدب العام والمقارن، وخصوصا الأدب الفرانكفوني الإفريقي. والكتاب هو الآخر من منشورات معهد الدراسات الإفريقية. وقد أكدت دويدر أن المعهد يفتقد إلى البحث في الأدب الإفريقي والثقافة الإفريقية عموما. ولم يبدأ هذا الاهتمام يتطور ويتبلور إلا في الفترة الأخيرة، حيث بدأ اليوم يشجع البحث في الأدب الإفريقي. في هذا الإطار، تقول المتدخلة، جاء نشر كتاب «نظرات مغربية في الأدب الإفريقي»، الذي هو في الأصل ندوة علمية نظمها المعهد بشراكة مع كلية الآداب بنمسيك بالدار البيبضاء. والهدف هو إنجاز أبحاث ودراسات لإبراز غنى وتنوع الثقافة الإفريقية. الأمر الذي ظل غائبا طيلة عقود. والكتاب أيضا يقدم نظرة بانورامية حول الأدب الإفريقي بشقيه الكلاسيكي والجديد. فالكتاب مثلا يتناول كتابا كلاسيكيين مثل: أحمدو كوروما، ومن الشباب ثيو أناسنيسو من الطوغو. وقد طرحت جل دراسات الكتاب أسئلة أدبية وموضوعاتية حول الأدب الشفوي في إفريقيا، حول أدب «هنري لوبيز»، وجان ماري أجيافري. وإلى جانب هؤلاء المشاهير تناول الكتاب أدب كتاب مغمورين مثل: مودينبي، ثيو أناسنيسو، وإيبيري من جيبوتي. ودعت الأستاذة دويدر إلى ضرورة الاهتمام بالأدب الإفريقي الذي يشترك مع الآداب المغاربية في العديد من القضايا الشكلية والموضوعاتية.