نظمت «مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق» بخنيفرة، حفلا على شرف تلامذتها المتفوقين والمتميزين، بمناسبة اختتام السنة الدراسية، برسم موسم 2017/ 2018، حيث شهد حضورا متميزا للآباء والأمهات والمشتغلين في الحقل الديني، وعدد من الفعاليات الجمعوية والثقافية والتربوية، والشركاء والمتدخلين والمحسنين، كما حضره رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي، والمندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومكونات «جمعية الإخلاص» الداعمة لمجموعة من المبادرات الإنسانية والمشرفة على المدرسة المذكورة، حيث افتتح الحفل بكلمة ترحيبية وضعت الحضور في دلالة وقيمة المناسبة، ودور التعليم العتيق، ومنهجيته ومساهمته الفاعلة في إنتاج ما تحتاجه البلاد من الفقهاء وطلبة القرآن والقيمين الدينيين على قاعدة المحافظة على الهوية والأصالة والاعتدال ومقاومة الزيغ الفكري. وخلال الحفل الذي احتضنته دار القرب (دار المواطن) بخنيفرة، يوم الاثنين 25 يونيو 2018، أشار المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، ذ. الحبيب الكردودي، في كلمته، إلى ما جرت عليه العادة من طرف مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق، وما سجلته مندوبيته، من خلال زياراتها الميدانية لهذه المدرسة، ووقوفها على التطور الايجابي الذي عرفته، إن على مستوى التلاميذ أو الأطر الإدارية والتربوية، في حين لم يفته التطرق لما توليه الدولة من جهود ملموسة تجاه المدارس العتيقة بغاية تحصين الأمن الروحي وعقيدة الأمة. أما ذ. يوسف راشيد، فتقدم بكلمة، باسم جمعية الاخلاص، المشرفة على المدرسة، استعرض من خلالها ما دأبت عليه الجمعية من مساهمات لاجل خدمة تدريس القرآن وقواعده، حفظا ورسما وفهما وتدبرا، والعلوم الشرعية، وما قامت به هذه الجمعية من إنجازات لفائدة مدرسة الإمام نافع في سبيل تحصين التعليم العتيق، إلى جانب ما يقوم به قسم التنشيط التربوي بها، في حين لم يفت المشرف على مدرسة الإمام نافع، ذ. عبدالمالك الدلائي، التركيز على التحسن والتحول الذي عرفته مدرسته، وما أنتجته من نسب ملموسة ومتميزة على مستوى حفظ القرآن، وما احتضنته من دورات تكوينية وندوات دينية. وتميز الحفل بعدة قراءات قرآنية، فردية وثنائية وجماعية، وفقرات فنية٬ وأمداح نبوية ومتن ابن عاشر، قدمها تلاميذ وتلميذات المدرسة المذكورة، بأشكال تفاعل معها الحضور بإعجاب كبير، كما لم يخل برنامج الحفل من عرضين مسرحيين هادفين، أولهما عبارة عن حوار شيق بين الهاتف الثابت والهاتف النقال، وكل واحد منهما يدافع عما قدمه للإنسان من خدمات، بينما تناول العرض الثاني حوارا بين الإنسان والحيوان، ومدى قوة الإنسان في الطبيعة ونجاعة سلاحه السري المتمثل في الحيلة والذكاء والعقل، وخلال الحفل شارك بعض التلاميذ في مستوى الرابع ابتدائي للتعليم العتيق بأنشودة ناطقة بلغة موليير بغاية إظهار جانب انفتاح المدرسة على المحيط والثقافات العالمية. بعدها أسدل الستار على الحفل بتتويج حافظ للقرآن (محمد أفتاتي) بوسام خاص وشهادة وهدايا مختلفة، وتوزيع عدة جوائز أخرى، منها جائزة التفوق الدراسي (3) وجائزة التجويد (5) وجائزة الحفظ (1)، ثم جائزة التميز الاستثنائية التي كانت من نصيب تلميذ من تمكيدوت (محمد شحوال) الذي كان قد التحق بالمدرسة المذكورة، وهو لا يكاد يميز الحروف، إلا أنه بالمثابرة والجد والسلوك الحسن استطاع أن يتغلب على هذا العائق ليحقق إنجازا كبيرا من خلال حفظه ل 25 حزبا، بينما كان للحفل أهميته في تبيان حصيلة مدرسة التعليم العتيق وتأطيرها الجيد في الرقي بقدرات ما تحتوي عليه من تلاميذ وتلميذات والإعلان عن اجتهاداتهم ومهاراتهم واندماجهم.