أفكار أعماله وملامحها رسم لثقافته وتجسيد لجذورها كما هو معلوم تدوالت مؤخرا العديد من المنابر الاعلامية خبراحتفال النجمة العالمية مادونا بعيد ميلادها الستين بمدينة مراكش. ونشرت نجمة البوب على صفحتها في الفايسبوك وانستغرام مجموعة من الصور التي توثق لمقامها بمدينة مراكش، ظهرت فيها في قلب فضاءات تقليدية مرتدية أزياء مغربية بزينة أمازيغية. وللاقتراب أكثر من أجواء الاحتفال، خصوصا في الشق المتعلق بصورة مادونا وهي ترتدي أزياء مغربية ، فصاحب فكرة الصورة والأزياء التي ارتادتها النجمة العالمية ماهو الا الفنان الفوتوغرافي والمصمم المغربي حسن حجاج المقيم بمراكش.. فمن هو حسن حجاج، مساره الفني ، أعماله الفنية..؟ الفنان الفوتوغرافي والمصمم حسن حجاج ، من مواليد مدينة العرائش، انتقل مع والدته إلى لندن في تسعينيات القرن الماضي، وعاش هناك تجربة حياتية ، يقول عنها أنها كانت «صعبة للغاية لأني كنت وقتها مهاجراً لا يتقن اللغة الإنجليزية. فحاولت أن أجد القرويين مثلي من المهاجرين. وكوّنت صداقاتٍ مختلفة مع الذين يحملون ذات الهموم ويعانون نفس المعاناة، وتشاطرنا المشاكل ذاتها وكنا جميعاً من فئة العمال المهاجرين ومن دول مختلفة. بعدها بدأنا بتحويل وتغيير أنفسنا، ووجدنا هوياتنا في تلك العاصمة الضبابية لنعرف من نحن؟ حيث شكلنا النوادي وقدمنا فيها فرقاً موسيقية وراقصة حضرها أشخاص من جنسيات عديدة» .. ، مضيفا: «أن جزءاً كبيراً من معاناتي هاته هو تركي المدرسة في سن 15 عاماً، ما يعني أني لم أكتسب المهارات اللازمة لعيش حياة جيدة. لذا بحثت عن بديل، وامتهنت مهنة بيع الملابس في «بوتيك» صغير..، ثم أنشأت استوديو موسيقى خاص بي، استقبل الكثير من حفلات وجولات الرقص. واليوم وبينما نحن نتحدث عن الماركات التجارية الكبيرة، أذكر كيف كنت أحاول في الماضي أن أقلّد تصاميمها،ساعياً إلى إيجاد ما هو ملائم لنا. وقد أطلقت على متجري اسم «الراب» بعت فيه المنتجات التي جئت بها من أوروب». يهتم حسن حجاج بخلق ثقافة خاصة به، أوضحها من خلال الأزياء المبنية على الأصول التي انحدر منها. فهو لم يقبل العروض التي جاءته من مسؤولي الماركات الأصلية، طالبين منه التعاون معهم ، بل حرص في ذلك الحين على عدم الدخول في هذا المجال، تجنباً لما يبعده عن رسم ملامح ثقافته وتجسيد جذوره في أعمال وقطع فنية يرتديها البعض. في هذا السياق ، يقول حجاج، وهو يتحدث عن تجاربه الفنية ، خصوصا مع أعماله الفنية التي صور فيها النساء بالحجاج ، ولكن بطريقة فنية ، حرص عبرها تقديم تصميماته الفنية، التي أظهرت أن «النساء اللواتي صوّرهن بطريقة فنية ليعرضن تصميماته الفنية، كنّ في الغالب يرتدين الحجاب وأحياناً النقاب. بل أنه وفي الحقيقة كان يعمل على تصميم حجاباتهن»، وذلك بغرض اظهار، كيف أن هذه الصورة أصبحت تلقى ردود فعلٍ سلبية بعد أحداث 11 شتنبر. فالنساء فيها تحوّلن وبلمح البصر إلى إرهابيات في عيون من يراهن. ليؤكد بأن هذه التجربة الفنية ، شكلت تحولا في مساره الفني حيث انتقل من هذه المرحلة وبعد إنجازه لكل هذا العمل، إلى التفكير بالمستقبل، وبالتالي أصبح يفكر بفنتازيا خاصة، و مصمماً لأزياء غرائبية بعض الشيء لكنها تناسب البعض، حيث سمى جزءاً منها (موضة خريف 2018، وموضة صيف 2020)، باستخدام البطانيات العادية المستوردة من الشرق الأوسط ومن أفريقيا.. وعلى هذا الأساس الفني ،عمل الفنان المغربي حسن حجاج على التصميم كثقافة معيشة نواجهها كل يوم، ولا بد من فهم وتفكيك مبادئها ورموزها. فحتى ما يتم تصميمه وتنفيذه لأجل أن يلقى زبوناً يشتريه، هو ثقافة حقيقية تدلّ على رؤية صاحبها. وفي الشق المتعلق بالجانب الفوتوغرافي من تجربته ، فالفنان حسن حجاج، يعتبر بأن معارضه التي ضمت سلسلة من الصور الفوتوغرافية، ماهي إلا «عبارة عن دراسة مستمرة للانتماء إلى مجتمع تتزايد فيه العولمة، حيث يجري فيها وباستمرار الحفاظ على الهوية الثقافية وخاصة الأفريقية والعربية والغربي»، مشيرا ، إلى أنه يعمد «في لوحاته إلى استخدام الحصير والأقمشة التقليدية، والأشياء التي عثر عليها في الأسواق المحلية بمدينة مراكش ، والتي استمد منها فكرة أعماله لسد الفجوة بين الثقافات في الماضي والحاضر من خلال ابتكار قطع فنية تدمج بسلاسة العناصر الفولكلورية في الفن الغربي المعاصر».