بحلول أواخر عام 2024، عززت الصين موقعها كقوة رائدة عالمياً في مجال الطاقة الكهرومائية، بعدما بلغ عدد السدود التي أنشأتها أكثر من 94 ألف سد، وفقاً لأحدث الإحصائيات الصادرة عن الإدارة الوطنية للطاقة. ولم تقتصر المفاجأة على العدد الضخم للسدود، بل شملت أيضاً القفزة النوعية في القدرة الإنتاجية للطاقة الكهرومائية، والتي تجاوزت 436 مليون كيلوواط، ما يجعل الصين في صدارة الدول من حيث إجمالي القدرة المركبة في هذا القطاع الحيوي. ويعكس هذا الإنجاز الطموح استراتيجية الصين الرامية إلى تعزيز مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، في إطار التزامها بالتحول نحو تنمية مستدامة وصديقة للبيئة. ويأتي هذا التوسع الكبير في بناء السدود ضمن خطة وطنية شاملة تستهدف تحسين البنية التحتية المائية، وضمان أمن الطاقة، وتوفير حلول فعالة لمواجهة التحديات المناخية، في بلد يشهد نمواً سكانياً واقتصادياً متسارعاً. بهذا التقدم، لا تُثبت الصين فقط قدراتها التكنولوجية والهندسية في مجال الطاقة المتجددة، بل ترسخ أيضاً مكانتها كمصدر إلهام لدول العالم الساعية إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.