تخليذا لليوم الوطني للتحسيس ضد حرائق الغابات الذي يصادف 21 ماي من كل سنة، قامت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتسطير برنامج متنوع خلال الفترة من 21 إلى 25 ماي 2025 غني من بالورشات واللقاءات التحسيسية ي صفوف تلاميذ المدارس وعموم الجمهور (زوار الغابات الحضرية وشبه الحضرية). وتتمحور هذه الورشات حول الأهمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية للنظم البيئية الغابوية وضرورة حمايتها من مخاطر الحرائق بالتعاون مع السلطة المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والامن الوطني. شملت هذه الحملات التوعوية والتحسيسية كل أقاليم وجهات المملكة حيث تم تنظيمها من طرف مختلف مستويات الوحدات الميدانية (المديريات الجهوية، المديريات الإقليمية، مناطق تنمية التراب الغابوي، مناطق القرب الغابوية) و ذلك بعد العمل بتوجيهات الإدارة المركزية التي دعت إلى تنظيم هذا الأسبوع التحسيسي كتوصية من توصيات اجتماع اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية التي تترأسها وكالة المياه والغابات وتتألف من كل الأجهزة التي تتدخل في الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها مثل السلطة المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والامن الوطني والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وباقي الفاعلين. وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات تبذل مجهودات جلية في محاربة الحرائق من خلال تخصيصها لميزانية مهمة يتم رصدها لتعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر بالآليات والموارد البشرية اللازمة، وفتح وصيانة المسالك الغابوية لتسهيل الولوجية في حال نشوب حريق لا قدر الله، وتهيئة نقط الماء وصيانة أبراج المراقبة لرصد الحرائق وتهيئة وتنقية المصدات الوقائية من الحرائق وتوسيع الحراجة الغابوية مع تجديد أسطول سيارات التدخل الاولي باقتناء معدات جديدة. وبالعودة لإحصائيات السنة الفارطة نجد أن المغرب عرف 382 حريقا غابويا، التهم مساحة مقدرة ب 874 هكتار من الغطاء الغابوي تشكل الأعشاب الثانوية والنباتات الموسمية نسبة 45% منه. حيث وبمقارنة هذه المعطيات مع معطيات سنة 2023 نسجل تراجعا في عدد الحرائق بنسبة 86% وتراجع متوسط المساحة المتضررة في كل حريق بنسبة 82% عرفت المناطق الشمالية للملكة المغربية حصة الأسد من هذه الحرائق. وعلى اعتبار أن أغلبية الحرائق المسجلة تكون بفعل بشري متهور لا مسؤول وليس بفعل طبيعي ،تبقى المسؤولية الفردية والجماعية للمواطنين حاسمة في إنجاح جهود الوقاية من الحرائق. لذلك فإن التركيز على التوعية والتحسيس في صفوف المواطنين من مختلف الشرائح العمرية يعتبر عاملا فاصلا في نشر ثقافة تجنب الحرائق، وتكريس سلوكيات مواطنة ومتحضرة تحمي الموروث الغابوي وتحافظ عليه ،في هذا الإطار تجدد الوكالة الوطنية للمياه والغابات دعوتها لعموم المواطنين والمواطنات، من مستجمين، ورعاة، ومنتجي العسل، وممارسي رياضات الطبيعة، والسكان المجاورين للغابة، إلى التحلي بأقصى درجات اليقظة والامتناع عن استعمال النار داخل أو قرب المناطق الغابوية خلال فترة الصيف، والإبلاغ الفوري عن أي مؤشرات لنشوب حرائق مثل الدخان أو النيران أو التصرفات المشبوهة. فالحفاظ على الثروة الغابوية المغربية وحمايتها ليس فقط رهانا ايكولوجيا، وإنما ضرورة اقتصادية واجتماعية نضمن من خلالها التنمية المستدامة للثروات الطبيعية وتعزيز قدرة المملكة على مواجهة تداعيات التغيرات المناخية المتسارعة. وتجدر الإشارة إلى أن المشرع قد شدد على عقوبة إضرام النار في الغابات ونقلها من جنحة إلى جناية تخضع لمسطرة العقوبات الجنائية خصوصا خلال فترة موسم الحرائق التي تبدأ من 15 يونيو إلى 31 أكتوبر.