توفي شخص وجرح سبعة من موظفي الأمن الوطني في الساعة الأولى من صباح الخميس 25 أكتوبر الجاري، بحي سيدي يوسف بن علي، جراء أحداث عنف اندلعت عقب تدخل عناصر الشرطة لإيقاف مبحوث عنه من أجل السرقة المقرونة بالعنف بموجب مذكرة بحث على الصعيد الوطني. وتفيد المعلومات المتوفرة أن دورية للأمن الوطني كانت تقوم بمهمتها الروتينية عندما أثار انتباهها تواجد مجموعة من الأشحاص في وضع مشبوه قرب وادي إيسيل، فتدخلت للتحقق من هويتهم ليتبين أن واحدا منهم مبحوث عنه في إطار ملف يتعلق بالسرقة المقرونة بالعنف. وفي اللحظة التي تدخل فيها عناصر الأمن لإيقافه، تعرضوا لهجوم من قبل عدد من الأشخاص ممن كانوا بالقرب من المكان، حيث استل أحدهم سيفا وهاجم به رجال الشرطة، وتكاثر عدد المهاجمين الذين استهدفوا موظفي الأمن لعرقلة توقيف المبحوث عنه، مما دفع أحد عناصر التدخل إلى إطلاق ثلاث رصاصات تحذيرية، قبل أن يصاب بحجرة على مستوى الرأس سقط على إثرها أرضا، ليطلق عيارا رابعا استقر في جسم أحد الأشخاص (24 سنة) ليفارق الحياة متأثرا بجروحه. وحضرت تعزيزات أمنية إلى مكان الحادث، عقب اندلاع الأحداث، حيث شوهدت العشرات من سيارات الشرطة وقوات التدخل السريع والقوات المساعدة وقاذفة المياه، ليتمكن عناصر الأمن ساعة بعد ذلك من إعادة الهدوء إلى المنطقة، واعتقال المشتبه ضلوعهم في هذه الأحداث، التي تسببت أيضا في خسائر مادية، همت بالدرجة الأولى ثلاث سيارات تابعة للأمن وسيارة للإسعاف تابعة للوقاية المدنية. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أوضحت في بلاغ لها بخصوص الواقعة، أن ولاية أمن مراكش، باشرت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأربعاء وصباح أمس الخميس، تدخلا أمنيا لتوقيف شخص مبحوث عنه بموجب مذكرة بحث على الصعيد الوطني من أجل السرقة المقرونة بالعنف، وذلك على مستوى جنبات وادي إيسيل بالقرب من حي سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه وخلال هذا التدخل الأمني الذي أسفر عن توقيف المشتبه به، تعرضت عناصر الأمن الوطني لاعتداء جدي وخطير من طرف ما يناهز 200 شخص تقريبا، والذين تعمدوا رشقهم بالحجارة في محاولة لتخليص المشتبه به وعرقلة إجراءات التوقيف، وهو ما تسبب في إصابة سبعة شرطيين بجروح متفاوتة الخطورة، حالة واحد منهم حرجة. ولصد هذا الاعتداء الخطير، يضيف البلاغ، اضطر موظف شرطة برتبة مقدم رئيس لإطلاق ثلاث رصاصات تحذيرية من مسدسه الوظيفي، قبل أن يصاب على مستوى الرأس بحجرة دفعته اضطراريا لإطلاق رصاصة رابعة أصابت أحد الأشخاص الذي وافته المنية مباشرة بعد وصوله للمستشفى، في حين تم استقبال الشرطي بقسم العناية المركزة بعد أن دخل في غيبوبة تامة جراء الإصابة في الرأس. وقد فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش بحثا قضائيا في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وتوقيف كافة المشتبه بهم المتورطين في الاعتداء على موظفي الشرطة، فضلا عن إخضاع الشخص المبحوث عنه لتدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث.