في ندوة، نظمت، الأربعاء المنصرم بشفشاون، لتبادل الممارسات الجيدة والتحسيس للحد من ظاهرة العنف القائم على النوع، تم تقديم دراسة أنجزتها جمعية «تلاسمطان للبيئة والتنمية» ومركز الاستماع ومساعدة الأسرة التابع لها، بشراكة مع المنظمة غير الحكومية الإسبانية «أيدا» (الدعم، التبادل، التنمية)، والتي» تندرج في إطار مشروع «نسج حياة جديدة، وخلق فرص الشغل وتقديم خدمات الحماية للنساء ضحايا العنف بالإقليم» وحسب عرض للخبيرة في مجال العنف القائم على النوع، نادية الناير، فإن الدراسة تروم تحديد «الممارسات الفضلى التي قامت بها مجموعة من الجمعيات، على المستوى المحلي والجهوي والوطني، في مجال التوعية والتحسيس لمناهضة العنف ضد النساء»، موضحة «أن الدراسة خلصت لتوصية أساسية تتمثل في ضرورة التنسيق بين الجمعيات والمؤسسات الحكومية من أجل القضاء على كل أشكال العنف ضد النساء». وأشارت المتحدثة إلى «أن البحث كشف عن أن الشباب الذكور عموما مازالت لديهم تصورات تقليدية حول أدوار النساء والرجال»، مضيفة « أن الشباب يتعين أن يكون أكثر حداثة وحاملا لتصورات مختلفة، عوض التصورات الأبوية التقليدية (…) ومن ثم تبرز ضرورة العمل مع الشباب لتغيير العقليات». وتوقفت المتحدثة ، أيضا ،عند دور الفن، خاصة المسرح والرسم والتصوير والسينما، الذي يعتبر من الوسائل الفعالة في التحسيس بمناهضة العنف ضد النساء القائم على النوع الاجتماعي، لافتة إلى « اعتماد الدراسة على تقرير المرصد الوطني للعنف ضد النساء على المستوى الوطني، والأرقام الإحصائية للمندوبية السامية للتخطيط»، مبرزة «أن أرقام هذه الأخيرة في بحثها لسنة 2009 تؤكد أن أزيد من 62 في المائة من النساء المغربيات كن ضحايا العنف، خاصة العنف النفسي، وأن الزوج يأتي في مقدمة مرتكبي العنف». هذا وقد استغرق إنجاز الدراسة حوالي ستة أشهر، و«استهدفت ساكنة الجماعات المحلية بإقليم شفشاون، ومؤسسات التعليم الثانوي والاعدادي والجمعيات الفاعلة في الميدان والتعاونيات المنتجة في المجال القروي» حسب مسؤولي الجمعية، كما أن «مشروع الدعم النفسي والقانوني للنساء في وضعية صعبة ركز على التمكين الاقتصادي للنساء اللواتي يعشن وضعية هشاشة، إذ عملت الجمعية على عقد اتفاقية شراكة مع مؤسسة التكوين المهني لدمجهن في سوق الشغل، بعد إتاحة الفرصة لهن للاستفادة من تكوين مهني» يختم المصدر ذاته.