أعلنت الصين والولايات المتحدة عن التوصل إلى تفاهم جديد يقضي بإطلاق آلية خاصة للتشاور الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وجاء هذا الإعلان عقب محادثات رفيعة المستوى بين مسؤولين من الجانبين، حيث ناقشوا سبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال القمة التي جمعت الرئيسين الصيني والأمريكي في 17 يناير الماضي. وأوضح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني أن اللقاء مع الجانب الأمريكي اتّسم بالصراحة والعمق، وشهد أجواء بناءة أفضت إلى توافقات محورية، تمثل أرضية مشتركة لتعزيز الاستقرار في العلاقات الثنائية، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري. وأشار المسؤول الصيني إلى أن الطرفين توصلا إلى سلسلة من النقاط المشتركة التي من شأنها أن تدعم مسار التهدئة وتفتح المجال أمام مزيد من التعاون المستقبلي. وفي تعليقه على طبيعة العلاقة التجارية بين البلدين، شدد المسؤول الصيني على أن بلاده لا تسعى مطلقاً إلى خوض حرب تجارية، لكنها لن تتوانى عن الدفاع عن مصالحها المشروعة إذا ما تعرّضت لتهديدات أو ضغوط غير مبررة. وأضاف قائلاً: "لا يوجد منتصر في الحروب التجارية، وإذا أصر الطرف الأمريكي على تجاهل حقوق الصين ومصالحها، فإن بكين سترد بحزم وبأسلوب متكافئ". وقد أفضت المباحثات إلى الاتفاق على تأسيس آلية مؤسساتية دائمة للتشاور الاقتصادي والتجاري، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل وإيجاد قنوات مباشرة لمعالجة القضايا الخلافية، وتفادي التصعيد أو سوء الفهم. ويمثل هذا التطور مؤشراً إيجابياً على رغبة القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم في الحفاظ على استقرار السوق العالمية، وتوفير بيئة أكثر تعاوناً في ظل التحديات الاقتصادية الدولية المتزايدة. ويُنظر إلى هذا الاتفاق بوصفه خطوة مهمة على طريق إعادة بناء الثقة بين واشنطنوبكين، خاصة بعد سنوات من التوترات التجارية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وأثارت قلقاً واسعاً لدى العديد من الشركاء الدوليين.