عاشت مدينة وادي لو منذ 18 غشت الجاري وستستمر إلى غاية يوم 24 منه، على إيقاع فعاليات الدورة ال16 لمهرجان اللمة .وما أثار الانتباه خلال هاته الدورة التي رفعت شعار» الطبيعة مستقبلنا»، هو العدد الغفير من الزوار الذين توافدوا على هاته المدينة الفتية، حضور من مختلف المدن المغربية كما من دول المهجر، ما يرجح أنه فاق 200 ألف نسمة. وللإشارة فمدينة وادي لو أصبحت تنافس مدن الشمال من الناحية السياحية، إذ تتوفر على شاطئ يحصد العلم الأزرق كل سنة ويمتد لعدة كيلومترات وقابل لاستيعاب كل الزوار، فضلا عن تنظيمها لمهرجان سنوي ينشطه فنانون مغاربة من مختلف الألوان الموسيقية.وقد تميزت هاته التظاهرة ببرمجة متنوعة تضمنت عدة لقاءات فنية وفكرية وترفيهية، حيث عرفت منصة العروض في اليوم الأول صعود الفنانة سميرة بلحاج وسناء طاهر اللتين أتحفتا الجمهور الحاضر بلوحات فنية متنوعة تجمع ما بين الفن الشعبي التراثي والفن الطربي. كما عرف اليوم الثاني تألق فنان الراي «كاستور تيليك»، الذي ألهب الجماهير الحاضرة، بأدائه المتميز واستحضاره لرموز موسيقى الراي، من خلال تقديم أغاني للشاب حسني والشاب خالد.أما سهرة اليوم الثالث التي أحيتها مجموعة المشاهب حمادي، فلا شك أنها ستبقى خالدة في أذهان من حضرها، استمتع الجمهور أثناءها بالفن الراقي والكلمة الهادفة، وأطربتهم بروائع مثل، يا لطيف، الدنيا مادايما، رسامي و بلادي ..كما تلت مجموعة لمشاهب على المنصة، مجموعة «أهل الحال» التطوانية التي قدمت أغاني مجموعة ناس الغيوان بطريقتها، دون أن تمس بجوهرها، حيث أن هذه المجموعة متأثرة بالنمط الغنائي لمجموعة ناس الغيوان وعلى أساسه أحدثت.خلال اليوم الرابع ضرب الفنان أنور موعدا مع جمهور هاته الدورة وشنف أسماعهم بباقة من الأغاني التي يزخر بها ريبيرتوار الغناء المغربي من فن شعبي وأمازيغي وركَادة، ثم تلاه على المسرح الفنان أيمن بنعمر الذي قدم للجمهور أغان من ألبومه الجديد والتي يؤديها لأول مرة، على حد قوله .هذا ومن المنتظر أن تعرف السهرة الختامية، التي سيحييها الفنان مسلم، إقبالا كبيرا لما يكنه سكان وادي لو وباقي المنطقة المجاورة وكذا عموم الجماهير، من حب له.وتميز برنامج الدورة ال16 لمهرجان اللمة، أيضا، بتنظيم ندوة علمية بقاعة بن زكري بمقر الجماعة، تحت تيمة «تدمير الطبيعة وطموح التنمية المستدامة» أطرها كل من الأستاذ محمد مسولي والأستاذ لحسن التايقي.كما كان للأطفال حظ من البرمجة حيث نظم نشاط لفائدتهم عبارة عن ورشات في الفن التشكيلي حملت عنوان «من أجل عالم أخضر من تأطير الفنان التشكيلي عادل الربيع».
