الحبيب المالكي: المغرب يطور نموذجا زراعيا من النماذج الرائدة على المستوى الدولي

قال رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي،أول أمس الخميس بالرباط، إن المغرب يطور اليوم نموذجا زراعيا يعتبر من النماذج الرائدة على المستوى الدولي.
وأوضح المالكي، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول موضوع «البرلمانات ورهان الأمن الغذائي»، التي ينظمها مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة لها بإفريقيا والعالم العربي، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن استراتيجية المغرب الفلاحية، بفضل مخطط المغرب الأخضر، أصبحت نموذجا يحتدى به في زيادة الإنتاج.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تعد أيضا نموذجا في رفع القيمة المضافة الفلاحية وتأمين تزويد الأسواق بعدد كبير من المنتجات داخل حدود الوطن وخارجه، والحفاظ على التربة والبيئة وتوريث تقاليد الاعتماد على الذات وإنتاج الغذاء من الأرض، مع احترام مبدأ الاستدامة في تحقيق التنمية.
وأكد رئيس مجلس النواب، أن المغرب يحرص من جهة أخرى على الاستغلال الأمثل والمستدام للثروات السمكية ويساهم في توفير استهلاك ملايين البشر من منتوجات البحر في المغرب وفي بلدان أخرى.
وحسب منظمة الأمم المتحدة، يضيف المالكي، فإن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء هي الأكثر معاناة من الجوع ومن نقص التغذية في العالم، حيث ربع السكان يعانون من الجوع، وأكثر من 130 مليون نسمة تعاني من نقص التغذية، مشيرا إلى أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات هائلة لتطوير فلاحة يمكن أن تغذي أكثر من نصف سكان الكون، إذ أن 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة عبر العالم توجد بإفريقيا.
وذكر في هذا الصدد، بأن المغرب الذي جعل من انتمائه الإفريقي المتأصل والراسخ رافعة أساسية، يلتزم بالملموس، وبالمشاريع الهيكلية، من أجل التنمية المستدامة في إفريقيا، مبرزا أن من المشاريع التي تعتبر رائدة وتكتسي أبعادا اجتماعية وإنمائية استراتيجية، مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية التي أطلقها المغرب عشية الدورة 22 لمؤتمر التغيرات المناخية بمراكش، والتي تتوخى الحفاظ على البيئة والتربة وتمويل المشاريع وتحسين المداخيل وزيادة المحاصيل وتطوير أساليب الإنتاج وضمان الأمن الغذائي.
من جهتها، أكدت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمغرب، فلورانس رول، أن المنظمة تعمل مع جميع الجهات الفاعلة في التنمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومراكز البحوث وكذا مع البرلمانيين لمواكبة الحكومات لوضع سياسات واستراتيجيات فعالة لضمان الأمن الغذائي.
وأضافت رول، أن منظمة الأغدية والزراعة توفر كذلك مواد تقنية (إحصاءات ودراسات وبيانات) لمساعدة البرلمانيين على بلورة التشريعات والسياسات العمومية، مبرزة أن المنظمة تعمل أيضا على تقوية المهارات والمعارف التقنية للبرلمانيين في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية كالفلاحة ونظام حيازة الأراضي، والأمن الغذائي وذلك من خلال التكوينات.
يذكر أن الندوة الدولية حول «البرلمانات ورهانات الأمن الغذائي» تأتي في سياق إغناء النقاش وإثراء الحوار والتشاور البرلماني حول القضايا المرتبطة بالأمن الغذائي، وتقديم التوصيات والمقترحات التي من شأنها أن تساهم في تمهيد الطريق أمام العمل البرلماني المشترك إلى جانب الحكومات والقطاعات المختلفة ذات الصلة، لاسيما من خلال تشجيع الاستثمارات في ميدان دعم وضمان استدامة ووفرة ونوعية الإنتاج الغذائي؛ ومواجهة النقص الحاد في الإنتاج الغذائي وجعل معدل الزيادة في إنتاج الأغذية يتناسب مع النمو السكاني العالمي؛ ومجابهة العقبات التي تحول دون تحقيق النمو المطلوب من حيث الإنتاج الغذائي.