بوفاة الرئيس احمد سيكوتوري، رئيس جمهورية غينيا، تكون افريقيا قد فقدت أحد زعمائها الأوائل، ويكون المغرب قد فقد أحد أصدقائه الأوفياء الذين وقفوا إلى جانبه في معركة الحفاظ على وحدته الترابية، وتكون منظمة الوحدة الافريقية ، قد فقدت أحد المدافعين باستماتة عن ميثاقها وعن مشروعيتها، وتكون حركات التحرير الإفريقية قد فقدت أحد روادها ومناصريها. كما فقدت فيه منظمة التحرير الفلسطينية أحد مؤيدي مشروعية نضال الشعب الفلسطيني. وتكون المعركة من أجل السلام في افريقيا وفي العالم الاسلامي قد حرمت من أحد جنودها الصامدين. توفي الرئيس سيكو توري وهو يرأس لجنة السلام الاسلامية المكلفة بالبحث عن إعادة السلام إلى الخليج وإنهاء الحرب العراقية - الإيرانية. وكان الرئيس الغيني مقبلا على استضافة مؤتمر القمة لمنظمة الوحدة الافريقية ورئاسة حفلات ذكراها العشرين. وكانت آخر مساعيه هي محاولة ضمان نجاح القمة الافريقية المقبلة وتجنيب منظمة الوحدة الافريقية المخاطر المحدقة بوجودها. مات سيكو توري في ظروف إفريقية وإسلامية جد دقيقة، فالقارة الإفريقية لم تعرف في تاريخها التشتت وكثرة المشاكل والنزاعات مثل ما تعرفه حاليا، والعالم الاسلامي يعاني من التمزق ومن الحرب التي تستنزف إمكانيات بلدين من أكبر بلدانه وتجمد طاقاتهما التي كان من المفروض ان تجند لمواجهة الاخطار المحدقة بالعالم الاسلامي ولمواجهة الصهيونية وحلفائها. وهكذا يكون الرئيس احمد سيكو توري قد انتقل الى جوار ربه ولما تتحقق الأهداف التي كرس حياته من أجلها. وربما ستكون منظمة الوحدة الإفريقية هي أول من سيتأثر بانعكاسات وفاته. فبالإضافة إلى المشاكل العويصة المطروحة والتي تهدد مؤتمرها المقبل يصبح التساؤل حول احتمال تأجيل انعقاد مؤتمر القمة الافريقية المقبل أكثر إلحاحا. ولاشك ان خصوم السلام والمشروعية في إفريقيا سوف يجدون في اختفاء الرئيس سيكو توري إحدى الفرص الذهبية لتكثيف مناوراتهم للتضحية بمنظمة الوحدة الافريقية إذا هي بقيت متمسكة بالمشروعية ورفضت الخضوع لسياستهم الهيمنية. أما المغرب، فعليه التحرك بسرعة وفعالية لإفشال ما قد يقوم به خصوم وحدته الترابية، وخصوم الوحدة الإفريقية لاستغلال وفاة الرئيس أحمد سيكو توري لصالحهم ولصالح أطروحاتهم الهيمنية. «الاتحاد الاشتراكي» 28 مارس 1984