محمد البودالي مر عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق المكلف بجرائم الإرهاب بالمحكمة الجنائية بسلا، أخيرا، بمتابعة الجزائري أحمد بن ميلود، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر، من أجل جرائم التخطيط لأعمال إرهابية بالمغرب، والهجوم على مقر قنصلية أجنبية والاحتجاز ومحاولة القتل واستعمال السلاح الناري في التهديد بالقتل، وبإحالته على غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف المكلفة بجرائم الإرهاب، لمحاكمته طبقا لقانون مكافحة الإرهاب. ويرتقب أن تنعقد أولى جلسات محاكمة المتهم، الذي ألقي القبض عليه من طرف أجهزة الأمن بوجدة وخضع لأبحاث وتحريات مكثفة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قبل أن يتم تقديمه أمام الوكيل العام للملك بالرباط، في الأيام القليلة المقبلة. وتوبع المتهم بعد حمل مسدس واقتحام مقر قنصلية الجزائر (بلده الأصلي) بوجدة، وحاول احتجاز القنصل، مهددا بإطلاق النار عليه، إلا أن الحرس الخاص بالقنصلية نجح في حماية المسؤول الدبلوماسي، لتطوق أجهزة الأمن المغربية المكان بعد دقائق معدودة، وتلقي القبض على المتهم متلبسا بحيازة السلاح الناري. وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية المغربية أن القيادي السابق بالجماعة الإسلامية المسلحة بدولة الجزائر، والتي سبق لها أن ارتكبت جرائم قتل ومجازر بشعة في حق أفراد الشعب الجزائري، دخل إلى المغرب بهدف احتجاز قنصل الجزائر بوجدة، إلا أنه لم يتمكن من استعمال المسدس أثناء المحاولة. ووجهت السلطات الأمنية المغربية مراسلات عدة إلى نظيرتها بالجزائر، تطلب مدها بجميع المعلومات عن المسمى «أحمد بن ميلود الجزائري»، فوافتها بتقارير عدة، تشير إلى أنه ضليع في عمليات إرهابية كثيرة، بصفته ناشطا سابقا في الجماعة الإسلامية المسلحة. وجاء في أحد هذه التقارير أن المتهم متورط في محاولة إسقاط طائرة بالجزائر، كانت تقل وفدا حكوميا، إلا أنه لم يتمكن من تنفيذ مخططه الإرهابي بسبب تأخر غير متوقع لانطلاق الطائرة. وفي تصريحاته للفرقة الوطنية وأمام قاضي التحقيق، أكد الجزائري الموقوف أنه يحب المغرب كثيرا، ويعتبره بلده الثاني، موضحا أنه كان يحاول من خلال هذه المحاولة، إثارة انتباه الرأي العام الجزائري، بهدف تحرك المناضلين للخروج في حركات احتجاجية للمطالبة بإسقاط النظام الجزائري، في إطار الحراك الذي كان يشهده الربيع العربي. وأثناء وضعه رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، وإيداعه سجن سلا، دخل المتهم في إضراب مفتوح عن الطعام، إلا أن لقاء له مع محاميه، المنصب في إطار المساعدة القضائية، انتهى بإقناعه بالتراجع عنه، وذلك في نقاش طويل وموسع بمكتب قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف.