يستغل فنانون تشكيليون على إنجاز جداريات إبداعية، يزينونبها شوارع المدن المغربية، فيساهمون في إضفاء جماليةعلى المنظر العام، وإشاعة الذوق الفني لدى عموم المواطنين، وتبليغ رسائل إيجابية فنية وتعبيرية وجمالية، لكن الأمر يواجه بطرق أخرى، ناقمة على الفن والجمال. وقد شهدت مجموعة من الجداريات التي زينت العديد من الجدران، تخريبا بشعا من أعداء الفن والجمال، حيث تقوم أيادٍ لا تستطيع تقديم شيء للمجتمع غير المساهمة في الهدم والتخريب. إن ظاهرة تخريب الجداريات، يمكن قراءتها من عدة جوانب، فالعامل النفسي حاضر بقوة في هذا الأمر، والدافع إلى ذلك لا يمكن إلا يكون نفسيا، فاليد المخربة تصادر إبداع الآخر وتراه جرما و"فسقا"، ربما على اعتبار أن الرسم "محرم" في اعتقادهم. الغريب في الأمر أن المجتمع المغربي يطبع بشكل كبير من الفنون الأخرى كالرقص والتمثيل والغناء، ولا يستطيع بناء علاقة جمالية مع الرسم. لماذا الفن الذي تم تدريسه في المرحلة الإبتدائية لا يجد لنفسه مكانا رحبا في عقول الكثيرين، وفنون أخرى لها حظوة عندهم؟ هذه معضلة يعاني منها المجتمع المغرب. في هذا السياق، اتصلت جريدة "المغرب24" بفنان تشكيلي سبق وأن تعرضت رسوماته للتخريب، حيث اعتبر الأمر مرتبط بالأساس ب "الجهل"، يقول محدثنا: "إن ظاهرة تخريب الرسومات على الجدران، لا أستطيع فهم الدافع الأساسي الذي يدفع هؤلاء للقيام به، مع العلم أننا لا نرسم على جدران ذات ملكية خاصة، ولا نرسم على جدران منزل أحد، بل نقوم بذلك في أماكن عمومية، وفي حالات خاصة نقوم بالرسم على جدار منزل أو واجهته الخلفية، بموافقة صاحب المنزل أو بطلب منه، لكننا نتفاجئ بتلطيخها في اليوم الموالي من أيادي مجهولة". يضيف نفس المحدث "يجب على السلطات العمومية أن تنخرط بجدية في الشأن الثقافي، وتقوم بحماية الأشكال التعبيرية المتعلقة بالشارع، وأن تظافر جهودها للنهوض بالحس الفني لدى المواطنين، ومحاربة الفكر الظلامي المنغلق".