شهدت عدة مناطق من إقليم زاكورة، مساء الخميس، عاصفة رعدية مفاجئة مصحوبة بأمطار غزيرة وتساقطات كثيفة من "التبروري"، تسببت في خسائر جسيمة طالت القطاع الفلاحي، خاصة محاصيل البطيخ الأحمر المعروف محليا ب"الدلاح"، أحد أهم المنتجات الزراعية التي يعتمد عليها سكان المنطقة كمصدر رزق رئيسي. وأفادت مصادر محلية أن العاصفة خلفت دمارا واسعا في الحقول، حيث أتلفت حبات "التبروري" الكبيرة كميات ضخمة من المحاصيل على امتداد مساحات شاسعة، مما ينبئ بموسم فلاحي متعثر، إلى جانب توقعات بارتفاع أسعار "الدلاح" في الأسواق خلال الأسابيع القادمة بسبب ضعف العرض. في ظل هذه الخسائر، عبر عدد من الفلاحين عن استيائهم من غياب التدخل السريع من قبل وزارة الفلاحة، مشيرين إلى أن الوزير أحمد البواري لم يبادر إلى إرسال لجان ميدانية لتقييم الوضع، ولم يتم الإعلان عن أي خطة دعم عاجلة للفلاحين المتضررين، رغم النداءات المتكررة من المزارعين. هذه التطورات كشفت مرة أخرى هشاشة البنيات التحتية الفلاحية في إقليم زاكورة، وغياب آليات فعالة للتأمين ضد الكوارث الطبيعية، وهو ما زاد من حدة معاناة الفلاحين في منطقة تعتمد بشكل كبير على النشاط الزراعي الموسمي. وأمام هذه الوضعية، تتعالى الأصوات المطالبة بوضع خطة استعجالية شاملة تشمل التعويض العادل للفلاحين، وتوفير الدعم التقني والمادي من أجل استئناف النشاط الزراعي، خاصة أن الكارثة تهدد مورد رزق مئات الأسر، وتنعكس بشكل مباشر على الدورة الاقتصادية المحلية. كما يدعو مهتمون بالشأن الفلاحي إلى تعزيز سياسات التأمين الفلاحي، وتوفير بنية تحتية مقاومة للتغيرات المناخية، في ظل تزايد الظواهر المناخية الحادة بالمناطق الجنوبية من المملكة.