تعيش الجزائر منذ أيام على وقع حالة من الغموض السياسي بعد اختفاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن الأنظار، في وقت تشهد فيه العاصمة الجزائرية انتشارًا أمنيًا وعسكريًا مكثفًا غير مسبوق. هذا الوضع الاستثنائي أثار موجة من التساؤلات في الشارع الجزائري حول مكان الرئيس ومصير السلطة، وسط تداول روايات متضاربة بشأن ما يجري خلف الكواليس. الرئيس تبون كان قد دخل في عطلة رسمية من 5 إلى 20 غشت، غير أن المثير للجدل هو استمرار غيابه حتى تاريخ اليوم، دون أي ظهور إعلامي أو بيان رسمي يوضح الوضعية الصحية أو السياسية للرئيس. هذا الصمت زاد من حالة الشكوك وأطلق العنان لتأويلات عديدة في الأوساط الشعبية والإعلامية. مصادر إعلامية غير رسمية ذهبت إلى حد القول إن رئيس أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة، وضع الرئيس تبون تحت الإقامة الجبرية بعد اكتشافه وجود مخطط للإطاحة به. في المقابل، تداولت منصات التواصل الاجتماعي روايات أكثر خطورة، بينها من يتحدث عن وفاة الرئيس أو تعرضه لعملية اغتيال مدبرة. هذه الأنباء لم تتأكد من أي جهة رسمية، ما يجعلها في خانة الإشاعات، لكنها تعكس حجم التوتر الذي يعيشه الرأي العام الجزائري. بالتوازي مع هذا الغموض، رُصد انتشار مكثف لقوات الأمن والجيش في محيط المؤسسات الحساسة بالعاصمة الجزائرية، ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على وجود حالة استنفار قصوى ربما مرتبطة بالصراع على السلطة. وفي غياب أي توضيح رسمي، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، هل يتعلق الأمر بوعكة صحية جديدة للرئيس؟ أم أن البلاد تعيش على وقع أزمة صامتة بين أجنحة السلطة؟ إلى حين ظهور تبون أو صدور بيان رسمي من الرئاسة أو المؤسسة العسكرية، ستظل الأسئلة مطروحة والغموض سيد الموقف في الجزائر.