ألقت الشرطة الإسبانية، اليوم الأربعاء ، القبض على 19 شخصا على خلفية اتهامات بالقتل والتعذيب خلال رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر كانت تقل مهاجرين من السنغال إلى جزر الكناري . وأوضحت الشرطة الإسبانية أن القارب كان يحمل حوالي 300 شخص عند الإبحار، فيما تم الإبلاغ عند وصوله عن فقدان 50 شخصا على الأقل، وسط توقعات بأن العديد من المفقودين ربما ألقي بهم في البحر خلال الرحلة التي امتدت ل11 يوما. وكشف الناجون للشرطة عن ظروف صادمة، حيث تعرض عدد منهم للاعتداء والضرب من قبل المشتبه بهم، وتم توثيق حالات ألقي فيها بعض الركاب أحياء في البحر، دون أي محاولة لإنقاذهم. وأضافت الشرطة أن بعض الجرائم ارتبطت بالخرافات، إذ اتهم الضحايا بممارسة "السحر" أو التسبب في أعطال المحرك ونقص المؤن أو التسبب في العواصف، بينما قتل آخرون احتجاجا على الظروف القاسية والمعاملة القاسية على متن القارب. ويواجه جميع الموقوفين التسعة عشر، الذين تم وضعهم رهن الاحتجاز الاحتياطي، تهما تشمل الهجرة غير الشرعية والقتل والاعتداء والتعذيب، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد المسؤوليات بشكل أدق. وتذكر هذه الحادثة المؤلمة بالوضع المأساوي للمهاجرين غير النظاميين، حيث لقي آلاف حتفهم في السنوات الأخيرة أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر، خصوصًا إلى جزر الكناري الإسبانية قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. وتعتبر إسبانيا إحدى نقاط الدخول الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، إلى جانب إيطاليا واليونان، ما يجعل هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر الشديدة نتيجة ظروف الإبحار الصعبة واستغلال المهاجرين من قبل شبكات التهريب.