يتواصل الغموض المريب حول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي غاب عن الواجهة بشكل يثير الشكوك ويفضح هشاشة النظام السياسي القائم. مصادر متطابقة تؤكد أن تبون لم يعد يملك القرار في قصر المرادية، وأنه مجرد واجهة صورية يتم التحكم فيها من طرف قائد أركان الجيش السعيد شنقريحة، الذي أصبح الحاكم الفعلي للبلاد. الأخطر من ذلك أن الخروج الإعلامي الأخير لتبون، الذي بثته القنوات الرسمية، وصف من طرف متابعين بأنه مفبرك ومصطنع، في محاولة يائسة لتمويه الرأي العام وإظهار الرئيس في صورة طبيعية رغم غيابه الطويل. هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان بشكل متطابق ما عاشه الجزائريون مع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، حين تحول إلى مجرد اسم فوق كرسي الرئاسة بينما القرار الحقيقي كان بيد العسكر. واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، حيث يعيش الجزائريون نسخة ثانية من نفس المسرحية، مع اختلاف الوجوه وثبات أسلوب التحكم. هذه المعطيات تكشف أن الجزائر تعيش حالة فراغ سياسي خطير، حيث أضحى منصب الرئاسة مشلولا، فيما يفرض العسكر قبضته الكاملة على المشهد. وبينما يغرق الشعب الجزائري في أزمات خانقة اقتصاديا واجتماعيا، يستمر التلاعب بالواجهة المدنية للسلطة، مما يزيد من فقدان الثقة ويؤكد أن القرار لم يعد بيد تبون، بل بيد المؤسسة العسكرية التي تتحكم في خيوط اللعبة من خلف الستار.