تشهد مختلف الأسواق المغربية خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا ملحوظا ومتواصلا في أسعار الدجاج، ما خلف موجة من الاستياء في صفوف المستهلكين وأصحاب المحلات والمطاعم على حد سواء. فقد تراوح سعر الكيلوغرام الواحد في أسواق الجملة بين 16 و17 درهما، في المقابل تجاوز في بعض المناطق، خصوصا بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط ومراكش، عتبة 18 درهما، وهو ما يعد مستوى غير مسبوق منذ بداية السنة. ويرجع عدد من المهنيين هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها ارتفاع كلفة الأعلاف في السوق الدولية، وندرة المواد الأولية المستعملة في تربية الدواجن، إلى جانب موجة الحرارة التي عرفتها البلاد خلال فصل الصيف، والتي أثرت سلبا على الإنتاج ومعدل نمو الكتاكيت. كما أشار بعض المربين إلى أن ارتفاع تكاليف النقل والطاقة ساهم بدوره في زيادة الأسعار النهائية الموجهة للمستهلك. ويؤكد مهنيون أن الوضع الحالي أربك ميزانية العديد من الأسر المغربية، خصوصا الفئات ذات الدخل المحدود، التي كانت تعتمد على الدجاج كمصدر بروتين بديل وأقل تكلفة مقارنة باللحوم الحمراء. ومع تواصل موجة الغلاء، يجد الكثيرون أنفسهم أمام تحديات جديدة في تدبير مصاريفهم اليومية، في ظل ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية أخرى. و من جانبهم، دعا عدد من الفاعلين في قطاع تربية الدواجن إلى ضرورة تدخل السلطات المعنية لضبط السوق وتعزيز المراقبة على سلاسل الإنتاج والتوزيع، بما يحد من المضاربات التي تزيد من حدة الأزمة، مؤكدين أن استقرار الأسعار رهين بعودة التوازن بين العرض والطلب وتحسين ظروف الإنتاج.