في خضم احتجاجات "جيل زد" التي اجتاحت شوارع المدن المغربية، سعت أطراف خارجية، وعلى رأسها النظام الجزائري، للركوب على الموجة وتحويل المطالب الشبابية المشروعة إلى فوضى تهدد استقرار المملكة. ففي خطوة وصفها مراقبون بالتحريضية والخطيرة، دعا عبد القادر بن قرينة، زعيم حزب البناء الوطني المقرب من الرئيس الجزائري، المغاربة إلى التظاهر أمام القصر الملكي، محاولة واضحة لاستغلال الحراك لأجندة خارجية. و تزامن هذا الخطاب العدائي مع نشاط مكثف للذباب الإلكتروني الجزائري على المنصات الاجتماعية، من تيك توك إلى إنستغرام، حيث تم ترويج مقاطع تهدف إلى دفع الشباب نحو مواجهات مع رجال الأمن. إلا أن الشباب المغربي أظهر وعيا كبيرا، وخرج الاحتجاج سلميا، بل تحولت بعض المشاهد إلى رموز التلاحم: الورود توزع، والتحايا تتبادل، وكأن الرسالة تقول: "نريد الإصلاح، لا الفوضى". ومن جانبهم، يرى المحللون أن هذا التحريض يأتي من نظام يمنع أي احتجاج داخل حدوده، ويواجه معارضيه بالقمع، محاولا تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج. ومن داخل "جيل زد"، حذر عدد من الفاعلين من الانسياق وراء هذه الدعوات المريبة، مؤكدين أن العنف لن يخدم سوى أجندة خارجية مكشوفة. و في المقابل، شددت القوى الوطنية، من أحزاب ونقابات ومنظمات حقوقية، على أن الحوار والإصلاح التدريجي هو الطريق الأمثل لمعالجة المطالب الاجتماعية، مع الحفاظ على السلم والاستقرار كقيمة وطنية عليا. والمغرب اليوم، بفضل رؤية الملك محمد السادس، ليس مجرد ساحة احتجاج، بل نموذج للتقدم والنهضة: من بنية تحتية متطورة إلى صناعة الطيران والسيارات والأدوية، ومن تطوير الصناعات الدفاعية إلى تعزيز الدبلوماسية المغربية، خصوصا في ملف الصحراء. المملكة أصبحت قوة إقليمية صاعدة، تجمع بين التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي. كما تتجلى قوة التلاحم بين الشعب والعرش في مواقف تاريخية: من التضامن الشعبي بعد زلزال الحوز، إلى قضية الطفل ريان، ومن التعبئة الوطنية أثناء جائحة كورونا، وصولا إلى الاحتفال التاريخي بفوز المنتخب الوطني في مونديال قطر، حيث نزل الملك بنفسه إلى الشارع لمشاركة شعبه الفرح. هذه اللحظات تثبت أن وعي المغاربة وارتباطهم العميق بالعرش يشكلان درعا صلبا أمام كل محاولات الاختراق أو التحريض الخارجي، وأن أي مؤامرة تهدف إلى المساس بوحدة المملكة ستظل دائما تصطدم بيقظة الشعب ووفائه لملكه.