تتواصل الجهود المكثفة بين مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية والعسكرية، من سلطات محلية وعناصر الدرك الملكي والجيش والوقاية المدنيةوالقوات المساعدة، إلى جانب الساكنة المحلية، من أجل السيطرة على حريق كبير اندلع بواحة تيكسلت الواقعة بضواحي مدينة طاطا، والذي خلف خسائر مادية جسيمة في الغطاء النباتي بالمنطقة. وقد تمكنت الفرق المتدخلة، مساء اليوم الجمعة، من احتواء ألسنة اللهب بشكل جزئي والحد من انتشارها، رغم الصعوبات التي فرضتها قوة الرياح وكثافة الأعشاب اليابسة التي ساهمت في تغذية النيران وتسريع تمددها. وأكدت مصادر ميدانية أن الجهود متواصلة بوتيرة عالية لتطويق الحريق بشكل كامل، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح أو في المواشي حتى الآن. وفي إطار تتبع الوضع ميدانيا، قام عامل إقليم طاطا، محمد باري، بزيارة تفقدية صباح اليوم الجمعة، وقف خلالها على حجم الأضرار التي لحقت أشجار النخيل والأشجار المثمرة، وحث مختلف الفرق المشاركة على مضاعفة الجهود لتطويق بؤر اللهب نهائيا. و من جهتهم، طالب عدد من المتضررين بتدخل عاجل عبر استعمال مروحية الإطفاء "كاندير"، لتسريع عملية الإخماد والحد من الخسائر، مثمنين في الوقت ذاته العمل الكبير الذي تبذله السلطات والوقاية المدنية في ظروف ميدانية صعبة. وفي سياق متصل، دعا سكان المنطقة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان إلى القيام بإحصاء دقيق للخسائر، محملين إياها جزءا من المسؤولية بسبب غياب مسالك داخل الواحات تسمح بمرور شاحنات الإطفاء، فضلا عن عدم تخصيص ميزانية لتنقية الواحات من الأعشاب اليابسة التي تشكل خطرا دائما. و من جانبها، فتحت مصالح الدرك الملكي بسرية طاطا، وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، تحقيقا لتحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذا الحريق، في وقت دعت فيه السلطات المحلية الساكنة إلى اتخاذ تدابير وقائية لتفادي تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلا، حفاظا على الثروة الواحية والبيئية للمنطقة.