شهدت مدينة بني ملال مساء أمس الخميس حادثة مقلقة، بعدما صعد شاب في الثلاثينات من عمره إلى سطح المستشفى الجهوي بالمدينة مهددا بالانتحار في ظروف غامضة لم تعرف أسبابها بعد. وقع الحادث على مستوى الطابق الرابع للمبنى الرئيسي، مما استدعى تدخلا عاجلا من الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية التي هرعت لمحاولة إنقاذ الشاب. وعملت الفرق المختصة على فرض طوق أمني حول المستشفى وإجلاء المرضى والزوار القريبين، بينما قام طاقم طبي ونفسي بمحاولة التواصل المباشر مع الشاب لإقناعه بالتراجع عن قراره. وقد بدا على الشاب اضطراب واضح، ورفض في البداية الحديث مع أي طرف، قبل أن تدخل عائلته وبعض الأطر الطبية في محاولة للتهدئة واحتواء الوضع، وسط حضور المئات من المواطنين الذين تابعوا الحدث من الخارج. ويشير الحادث إلى تحديات كبيرة تواجه المؤسسات الصحية في المغرب، حيث تعاني من خصاص في الأطر المختصة بالمواكبة النفسية والاجتماعية، مما يجعل مواجهة مثل هذه الحالات صعبة على الطاقم الطبي والإداري. كما يسلط الضوء على الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعانيها المواطنون، وخاصة الشباب، في ظل غياب آليات دعم فعالة في المؤسسات العمومية. وتتزامن هذه الواقعة مع تحذيرات سابقة من فاعلين مدنيين وحقوقيين حول تزايد حالات التهديد بالانتحار بين الشباب بسبب الضغوط الاقتصادية والتفكك الأسري وانسداد الأفق، ما يعكس حاجة ملحة لتعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي. ويطرح الحادث تساؤلات كبيرة حول جدوى السياسات الحالية للصحة النفسية، مؤكدا الحاجة لإعادة النظر في آليات الدعم الاجتماعي داخل المؤسسات التي يفترض أن تكون ملاذا للفئات الهشة بدل أن تتحول إلى مساحات لليأس واليأس المطلق.