عرفت المنطقة الشرقية من المملكة ، خلال الساعات الماضية،، وتحديدا مدينتا وجدة وبني درار، حالة استنفار أمني واسعة بعد أن تمكنت مصالح الدرك الملكي من تفكيك شبكة إجرامية خطيرة تنشط في مجال تهريب وترويج المخدرات عبر استعمال طائرات مسيرة بدون طيار (درون)، في واحدة من أحدث أساليب الجريمة المنظمة التي تم رصدها بالمغرب خلال السنوات الأخيرة. وحسب مصادر أمنية مطلعة، فقد جاءت هذه العملية النوعية بعد أسابيع من التحريات الدقيقة والتتبع الميداني لأنشطة الشبكة، حيث نجحت عناصر الدرك في تحديد هوية المشتبه فيهما الرئيسيين ورصد تحركاتهما في محيط الحدود الشرقية، قبل أن يتم تنفيذ مداهمة محكمة أسفرت عن توقيفهما في حالة تلبس، وبحوزتهما كميات معتبرة من مخدر الشيرا كانت معدة للترويج والنقل. وخلال العملية، تمكنت المصالح الأمنية من حجز ثلاث طائرات مسيرة متطورة من طراز يستخدم عادة في التصوير الجوي الاحترافي، جرى تعديلها خصيصا لتصبح قادرة على نقل كميات من المخدرات لمسافات بعيدة، مستغلة الطبيعة الجغرافية المفتوحة للمنطقة الحدودية لتفادي نقاط المراقبة الأمنية. وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الشبكة كانت تعتمد أسلوب تهريب متكرر على دفعات صغيرة لتقليل احتمالات اكتشافها، مستفيدة من الظروف الليلية وضعف الرؤية الجوية. كما يرجح أن الشبكة كانت على ارتباط بشبكات تهريب دولية تتخذ من الضفة الأخرى من الحدود قاعدة لاستقبال الشحنات المهربة وإعادة توزيعها نحو أوروبا. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة أن العملية تبرز التحول النوعي في أساليب الجريمة المنظمة، حيث لم يعد المهربون يعتمدون فقط على المسالك التقليدية أو العربات المعدة للتهريب، بل أصبحوا يوظفون التكنولوجيا الحديثة لتجاوز المراقبة والتسلل عبر الحدود. وتم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد باقي المتورطين المفترضين داخل الشبكة، سواء من الممولين أو الوسطاء أو التقنيين الذين ساهموا في تعديل الطائرات. كما ينتظر أن تكشف التحقيقات عن امتدادات الشبكة وعلاقاتها الخارجية المحتملة، في إطار التنسيق بين المصالح الأمنية المغربية ونظيراتها الدولية لمحاربة الاتجار العابر للحدود.