استنفرت مصالح الدرك الملكي، اليوم الإثنين، عناصرها بالجماعة الترابية الحكاكشة في إقليمسيدي بنور، عقب العثور على رضيع حديث الولادة متخلى عنه حيا قرب مجموعة من الدكاكين، في حادثة أثارت صدمة واستياء كبيرين لدى الساكنة المحلية. وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من المواطنين الذين كانوا مارين بالقرب من مركز الجماعة لاحظوا وجود الرضيع في ظروف غامضة، وهو ما دفعهم فورا إلى إبلاغ السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي. وعليه، تم فتح بحث قضائي تمهيدي تحت إشراف ممثل الحق العام، للكشف عن ظروف وملابسات التخلي عن الطفل، وتحديد هوية الأشخاص المسؤولين عن هذا الفعل. وانتقل المحققون إلى مكان الحادث، حيث جرى معاينة الرضيع وحجز كل ما يمكن أن يفيد التحقيق، بما في ذلك أي آثار أو عناصر مادية قريبة من مكان العثور عليه. و بعد ذلك، تم نقل المولود إلى مستشفى الزمامرة لتلقي الإسعافات الأولية، ومن ثم نقل إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمنطقة لتلقي فحوصات طبية شاملة ورعاية صحية دقيقة، مع وضعه تحت مراقبة طبية متواصلة لحين استكمال التحقيقات. وتشير المصادر إلى أن السلطات المعنية تعمل على التواصل مع الجمعيات والهيئات المختصة في حماية الطفولة، لضمان توفير الرعاية اللازمة للرضيع وتأمينه في بيئة آمنة، إضافة إلى دراسة إمكانية توفير الدعم النفسي والاجتماعي له في المستقبل القريب. وقد أثارت هذه الواقعة موجة استنكار في صفوف المواطنين، الذين دعوا إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول حقوق الأطفال وأهمية الإبلاغ عن مثل هذه الحالات فور وقوعها، كما أعادت النقاش حول ضرورة تفعيل القوانين والتدابير الوقائية التي تحمي الأطفال من حالات التخلي أو الإهمال، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة. كما يتابع المسؤولون المحليون نتائج التحقيقات عن كثب، على أمل تقديم المسؤولين أمام القضاء وضمان اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، بما يتماشى مع حماية حقوق الطفل والحد من الجرائم المماثلة في المستقبل.