شهدت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بفاس، مساء أمس الثلاثاء ، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، بعد أن تم اكتشاف اختفاء 16 حاسوبا محمولا كانت مخصصة لمؤسسات تعليمية ضمن مشروع "مدارس الريادة"، الذي يعد جزءا من استراتيجية الوزارة لتعزيز الرقمنة وتحديث البنية التربوية في المغرب. وبمجرد الاشتباه في الواقعة، باشرت المصالح المختصة بالمديرية إبلاغ السلطات الأمنية، حيث انتقلت عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الثانية "فاس الجديد دار دبيبغ" إلى مقر المديرية لفتح تحقيق أولي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد ملابسات الحادث وجمع المعطيات الضرورية. واستعانت المصالح الأمنية ب كاميرات المراقبة المثبتة في أروقة المديرية، وتم تفريغ تسجيلاتها لتحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي، الذي تبين أنه حارس أمن خاص يعمل بالمؤسسة نفسها منذ فترة طويلة. وقد ساهمت هذه العملية في تضييق دائرة البحث، وتقديم صورة أولية دقيقة عن الحادث. و في الوقت نفسه، حضرت فرق الشرطة العلمية والتقنية إلى مكان الحادث لإجراء المعاينات اللازمة ورفع البصمات، في إطار التحقيقات المتعمقة التي تهدف إلى كشف كل تفاصيل الواقعة، بما في ذلك تحديد إذا ما كانت هناك شركاء آخرون متورطون في السرقة، وضمان حماية ممتلكات المؤسسات التعليمية المتضررة. وقد تم توقيف الحارس ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار استكمال البحث القضائي والتأكد من جميع الملابسات المحيطة بالحادث. ويأتي هذا الإجراء في سياق حرص السلطات على تأمين التجهيزات التعليمية الرقمية وضمان سير مشروع مدارس الريادة دون أي عرقلة، وحماية مصالح التلاميذ والمؤسسات من أي تجاوزات محتملة.