تمكنت المصالح الأمنية بمدينة سلاالجديدة، بتنسيق وثيق مع النيابة العامة المختصة، من توقيف شخص في الأربعينيات من عمره، انتحل صفة مهندس متعاقد مع جهة رسمية، بعد تورطه في عملية نصب واحتيال استهدفت صاحبة محطة لتوزيع المحروقات. وجاء توقيف المعني بالأمر بعد شكاية تقدمت بها الضحية عبر الرقم الأخضر المخصص للتبليغ عن الرشوة، أفادت فيها بأن شخصا قدم نفسه بصفته مهندسا يعمل لحساب جهة عمومية، مدعيا قدرته على تزفيت وتزيين المحيط الخارجي للمحطة مقابل مبلغ مالي مهم. غير أن الشكوك راودت صاحبة المحطة بشأن صدقية العرض والصفة التي يدعيها المشتبه فيه، ما دفعها إلى الاتصال بالرقم الأخضر للتبليغ عن الفساد، حيث تم إشعار المصالح الأمنية التي فتحت تحقيقا عاجلا بتنسيق مع النيابة العامة. وأسفرت عملية المراقبة التي باشرتها الضابطة القضائية عن نصب كمين محكم للمشتبه فيه، انتهى بتوقيفه في حالة تلبس أثناء محاولته استلام جزء من المبلغ المالي المتفق عليه، قبل أن يقتاد إلى مقر الأمن لتعميق البحث معه. وأوضحت مصادر مطلعة أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط المعني بالأمر في قضايا مماثلة، حيث كان يستغل صفته المزيفة لاستدراج ضحاياه، خصوصا من أصحاب المحلات والمقاولات الصغيرة، مقدّما عروضا وهمية تتعلق بأشغال تهيئة أو إصلاح بتكلفة مرتفعة، قبل أن يختفي بعد تسلّمه مبالغ مالية. وينتظر أن يحال الموقوف على النيابة العامة المختصة فور انتهاء الأبحاث التمهيدية، من أجل تحديد باقي المتورطين المحتملين، والكشف عن مدى امتداد أنشطته الاحتيالية في مدن أخرى. وتأتي هذه العملية لتؤكد فعالية الرقم الأخضر للتبليغ عن الرشوة كآلية عملية في محاربة جرائم النصب والفساد، وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات الأمنية والقضائية.