انطلقت، مساء أمس الخميس، بالمركز الثقافي لتارودانت، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان تاسكوين، المنظم تحت شعار "تاسكوين ورهان ضمان الاستمرارية". ويروم هذا الحدث، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، بتعاون مع عمالة إقليمتارودانت، والمجلسين الإقليمي والجماعي لتارودانت، إلى صون التراث الثقافي اللامادي المغربي، وتعزيز إشعاع فن تاسكوين الذي أدرجته منظمة اليونسكو سنة 2019 ضمن قائمة التراث الثقافي الإنساني غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة بتكريم عدد من رواد فن تاسكوين، الذين ساهموا في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل ونقله إلى الأجيال الجديدة، ويتعلق الأمر بكل من الفنان إبراهيم وعلول، والفنان الحسين أيت أجنتن، والفنان إبراهيم مبارك، وذلك اعترافا بعطائهم وإسهاماتهم المتميزة في صون رقصة تاسكوين وتطوير ممارستها الفنية. كما شهد الحفل، أيضا، تقديم عروض فنية لفرق تمثل مختلف المدارس المحلية لفن تاسكوين، منها جمعية "تاسكوين تغراط للفنون الشعبية" من شيشاوة، وجمعية "تاسكوين أدوز وزريت" من الحوز، وجمعية "شباب تاسكوين مكونت"، وجمعية "إسوياس حد إيمولاس"، وجمعية "أحواش تسكوين امدوكال"، وجمعية "تاسكوين إثران توؤنة" من تارودانت، أبدعت في تقديم لوحات تراثية عكست عمق هذا الموروث الفني الأصيل وتنوع أشكاله التعبيرية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير مديرية الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، هشام عبقري، أن تنظيم هذا المهرجان يشكل مناسبة لتثمين رقصة تاسكوين باعتبارها جزءا أصيلا من الهوية الثقافية المغربية، وفرصة للتعريف بها على المستويين الوطني والدولي. وأضاف، أن الوزارة تحرص، من خلال هذه التظاهرة، على دعم مختلف المبادرات الهادفة إلى الحفاظ على التراث اللامادي وصونه، انسجاما مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز التنوع الثقافي وضمان استمرارية الممارسات الفنية التقليدية، مبرزا أن تاسكوين ليست مجرد رقصة، بل ذاكرة جماعية تختزن قيما إنسانية عميقة تعكس غنى الثقافة الأمازيغية وأصالتها. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام ، ورشات تكوينية لفائدة ممثلي الفرق المشاركة، يؤطرها خبراء من مديرية التراث الثقافي، تروم تعزيز القدرات التقنية والفنية لممارسي هذا الفن وضمان نقله في صورته الأصيلة. وتعرف الدورة، مشاركة 25 فرقة فنية تمثل مختلف المناطق الممارسة لرقصة تاسكوين، فيما يشكل مناسبة لإبراز غنى التراث المحلي وتنوع الممارسات الثقافية التي تزخر بها جهة سوس ماسة عموما وإقليمتارودانت على وجه الخصوص. ويعد مهرجان تاسكوين الوطني حدثا سنويا يروم النهوض بالتراث الثقافي اللامادي الوطني، وترسيخ الوعي الجماعي بأهمية صونه باعتباره رافعة للتنمية الثقافية والسياحية المحلية.