تتواصل فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات بعروض فنية وموسيقية عابرة للقارات، لمد جسور التقارب وتقاسم متعة الموسيقى التراثية بين الشعوب. وجرى أمس الجمعة، ضمن المهرجان المنظم بمبادرة من جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل ومجلس إقليم وجماعة العرائش وبدعم من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تنظيم كرنفال مفتوح بشوارع مدينة العرائش، في عرض يبرز سحر الإيقاعات الموسيقية والألبسة الفلكورية الزاهية، بما يقرب مباهج الحياة من سكان العرائش، ويبرز ثراء الموروث الموسيقي الإنساني. وأكد مدير المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات بالعرائش، عبد الرحمان اللانجري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فعاليات الدورة الرابعة من هذه التظاهرة تتزامن مع الاحتفالات العارمة بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، وتتميز بمشاركة دولية مكثفة في هذا المهرجان، بحضور أزيد من 300 مشارك من عدة دول. وأضاف أن إدارة المهرجان برمجت عروضا شقية من شأنها نيل إعجاب الجمهور، كما تعطي صورة عامة حول تنوع واختلاف وجمالية الموروث اللامادي الإنساني في شكله الاحتفالي والفرجوي والموسيقي. من جانبها، أعربت سفيرة جمهورية بنما بالمغرب، إيسبيث كييل مورسيا، عن سعادتها بمشاركة فرقة موسيقية فلكلورية بنمية في فعاليات المهرجان، إلى جانب فرق قادمة مختلف بلدان المعمور، معتبرة أن هذه المشاركة مناسبة للتعريف بالثقافة والرقصات والتقاليد والإيقاعات الموسيقية البنمية لدى جمهور المهرجان. وشددت على أن علاقات التبادل الثقافي بين المغرب بنما "وثيقة وعالية القيمة" وستواصل التطور أكثر فأكثر في المستقبل، مشيدة بالطابع التراثي لهذا المهرجان. بدوره، أبرز جعفر نجم، رئيس الوفد العراقي المشارك، أن العراق حاضر بفرقتين موسيقيتين فلكورتين تمثلان تراث المنطقة الجنوبية والعاصمة بغداد، وستقدمان عروضا تمثل كافة أطياف الشعب العراقي من شماله لجنوبه، مشيدا بالعلاقات الثقافية الوثيقة بين العراق والمملكة المغربية، وبتبادل الوفود الثقافية والفنية لتمتين جسور التعاون والتقارب الثقافي بين البلدين. اما ماريك وسوزا، القادمين من بولندا، فقد أبرزا أن مشاركة فرقتهما، وهي الأولى بالمغرب، مناسبة رائعة لتقاسم ثقافة هذا البلد مع الجمهور المغربي، وأيضا للتعرف على تراث البلدان الممثلة في المهرجان. وحسب المنظمين، يأتي تنظيم هذه الدورة من المهرجان، التي تحمل شعار "من العرائش إلى العالم، لقاء الثقافات وكونية القيم"، في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وفق برمجة تعكس عمق الرؤية التي تتبن اها الجمعية لجعل المهرجان منصة عالمية لتلاقح الثقافات، بما ي عز ز الروابط بين الشعوب من خلال الفنون والتراث، ويفتح آفاق التعاون الثقافي مع العالم. وتستضيف هذه الدورة فرقا فنية من مختلف القارات لتقديم عروض موسيقية واستعراضية تعب ر عن تنوع الإيقاعات والثقافات، تمثل تراث المغرب وإسبانيا وألمانيا وبولندا واليونان وسلوفاكيا وبنما وإستونيا والعراق والبرازيل وكولومبيا، والباراغواي. كما تمت برمجة ندوات فكرية وأوراش تفاعلية وعروض مشتركة بين فنانين من ثقافات مختلفة، لنشر ثقافة الحوار ومناهضة خطاب الكراهية، وتعزيز الوعي الإنساني المشترك الذي يرى في الاختلاف مصدر غنى، لا سبب ا للانقسام.