ثمن عدد من المنتخبين والفاعلين المحليين بطانطان أهداف ومرتكزات النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة٬ معتبرين أنه خارطة طريق لتحقيق التنمية الشاملة والإقلاع الاقتصادي الحقيقي. وأكدوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أن من شأن هذا المشروع، "واضح المعالم"، تعزيز المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها المنطقة وإطلاق أوراش كبرى جديدة ستعود بالنفع على سكان الجهة وتزيد من جاذبيتها. واعتبر الحسين عليوة٬ عضو المجلس الإقليمي لطانطان٬ أن هذا المشروع الجديد، الذي أعدته لجنة متعددة التخصصات مندمج ومستدام ومن شأنه تحقيق التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وأضاف أنه كي ينجح هذا المشروع٬ الذي يعكس الالتفاتة المولوية السامية تجاه سكان الأقاليم الجنوبية٬ يتعين أن تواكبه المجالس المنتخبة والسلطات المحلية، وأن يتعبأ وينخرط جميع الفاعلين لتنزيله على أرض الواقع، والإسهام بالتالي في إنجاح ورش الجهوية الموسعة. وأعرب عليوة عن الأمل في أن يسهم هذا المشروع في إيجاد حلول لعدد من المشاكل التي يعانيها الإقليم، لاسيما ضعف تدفق الاستثمارات٬ وضعف البنية التحتية وغياب الطريق السيار والربط بالسكة الحديدية والنقل الجهوي٬ إضافة إلى بعد الجهة عن الإدارات المركزية مما يحول دون قضاء أغراض سكان الجه. من جهته٬ أكد السالك الزيني٬ نائب رئيس المجلس البلدي لطانطان٬ أن من شأن النموذج التنموي الجديد تحفيز الاستثمار بالجهة وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وخلق العديد من فرص الشغل لفائدة الشباب والعاطلين٬ وفسح المجال لانطلاقة مشاريع كبرى تعزز تنافسية الجهة وتعود بالنفع على سكانه من قبيل الموانئ والمطارات. وأضاف أن هذا المشروع يعتبر "إضافة مهمة" للمشاريع التي أنجزت بالجهة من قبل والتي همت الشبكة الطرقية والإنارة العمومية والتطهير السائل والإسكان والتعليم٬ معربا عن الأمل في أن يسهم المشروع في دعم التنمية بالجهة، ووضع حد للإشكالات المرتبطة بضعف الاستثمار وتواضع البنيات التحتية. من جانبه٬ أوضح المحجوب هندا٬ فاعل جمعوي٬ أن النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة٬ الذي عرض بين يدي جلالة الملك٬ يقوم على مقاربة تشاركية منفتحة على السكان والفاعلين المحليين ويقدم توصيفا للاختلالات والمشاكل التي تعانيها الأقاليم الجنوبية وسبل تجاوزها. وسجل الفاعل الجمعوي أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تعاني غياب العديد من المرافق الضرورية لاسيما المؤسسات الجامعية والمستشفيات المجهزة بما في ذلك مستشفيات الاختصاصات٬ إضافة إلى تواضع المنشآت الرياضية والبنيات السياحية٬ فضلا عن غياب الربط بالنقل الجوي والسكة الحديدية. وأعرب عن الأمل في أن يجري إشراك جميع فعاليات المجتمع المدني في هذه المقاربة الجديدة والاستماع إلى انتظاراتها ووجهات نظرها لكونها عنصرا وشريكا لا محيد عنه في تحقيق التنمية المستدامة والإقلاع الاقتصادي المنشود. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله استقبل٬ يوم الأربعاء المنصرم، بالقصر الملكي بأكادير٬ رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شكيب بنموسى، الذي قدم لجلالته الورقة التأطيرية، التي أعدها المجلس حول نموذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية، وهو نموذج سيندرج في إطار الجهوية المتقدمة التي ستشمل بشكل معمق كافة المواضيع ذات الصلة.