جاء كتاب "فكرة الإخراج السينمائي... كيف تصبح مخرجا عظيما؟" نتيجة لتجربة التدريس التي قام بها الناقد السينمائي الأمريكي الشهير، كين دانسايجر، لطلبة الإنتاج السينمائي في جامعة نيويورك، بالإضافة إلى تجربته مع المنتجين وفناني المونتاج المحترفين في معهد "مارريتس بينجر" بأمستردام. هنا نصل إلى المستويات الثلاثة للإخراج من المخرج الحرفي إلى المخرج الجيد، ثم إلى المخرج العظيم، فالافتراض المبدئي فيذلك، كما في كل شيء في الحياة، هو أن بعض الناس أفضل في أعمالهم من الآخرين، بل إننا نستطيع أن نضيف إلى هذه المستويات الثلاثة هؤلاء الذين يسيئون فهم الإخراج السينمائي ولا يستطيعون العمل كمخرجين، ولنطلق عليهم أنهم غير صالحين أو غير ناجحين في هدفهم كمخرجين. وبالطبع فإن المستويات الثلاثة المذكورة هي رؤية ذاتية خاصة بي، لذلك سوف أضع مقدما التوضيح التالي لهذه التصنيفات. المخرج الحرفي يحكي قصة واضحة، بل مؤثرة أحيانا، لكن الجمهور يتلقاها على أنها قصة ذات بعد واحد وبلا أعماق تتجاوز خطوط القصة. وقد يكون الفيلم الذي يخرجه المخرج الحرفي ناجحا تجاريا، بما يجعل المخرج يحقق حياة مهنية ناجحة، لكن حتى من المنظور الإخراجي فإن التجربة تكون مسطحة. فالمخرج الحرفي متمكن من أدواته التقنية، وينجز لقطات يمكن توليفها على نحو واضح، وينجح في أن يستخرج من الممثلين أداء معقولا بالمعايير التي وضعها المخرج لفيلمه. وبذلك فإن المخرج لفيلمه. وبذلك فإن المخرج الحرفي يمثل الحد الأدنى لتعريف المخرج كما يتصوره هذا الكتاب. أما المخرج الجيد فإنه يقدم للجمهور تجربة أكثر تعقيدا وذات مستويات متعددة للتلقي، وقد تأتي هذه المستويات من تفسيره للنص، مثل أن يجعل الشخصية الرئيسية شخصية معاصرة تعيش في أجواء الويسترن الكلاسيكي. وقد تأتي هذه المستويات أيضا من تقديم تنويعات على أداء الممثلين، والمخرج العظيم إيليا كازان نموذج على استخدام هذا النوع من الإستراتيجية في الإخراج. لكن المخرج قد يستخدم أيضا، تنويعات أوسع من اللقطات، مثل استخدام العدسات الواسعة التي تتيح ظهور مقدمة المنظر وخلفيته معا، بدلا من اللقطات المتوسطة التي تجمع بين شخصين، أو قد يستخدم لقطات عامة بدلا من اللقطات القريبة التي قد يتوقعها المتفرج مسبقا. وأيا ما كان الاختيار، فإن المخرج الجيد يبحث عن الفكرة الإخراجية التي سوف تجعل المعنى أكثر عمقا، وتضيف معاني متضمنة، وتضفي على السرد الروائي تعقيدا واعيا. لكن المخرج العظيم لا يكتفي فقط بإضافة معان إلى تجربة الفيلم، لكنه يجعل التجربة متعددة المعاني بحيث يتعدد تلقى الفيلم بين متفرج و آخر. إنني أقصد بتعدد المعاني هو ما يفعله كل فن عظيم: إنه يعطينا طريقة جديدة لرؤية ما اعتدنا أن نراه. ولنأخذ مثالا: هناك رجل يستخدم دراجته في عمله، لكنها تسرق منه، مما يعرض عائلته لخطر العوز والفاقة، لذلك فإنه يسرق دراجة أخرى بينما يراقبه ابنه في الوقت الذي تقبض عليه الشرطة، ليشعر الابن بالإذلال الذي يشعر به أبوه. إن فيتوريو دي سيكا يحول هذه القصة من الحياة العادية حول محاولة البقاء على قيد الحياة، إلى قصة عن الفقر وعلاقة الآباء والأبناء. إن المشاركة في تجربة الإذلال لكل من الأب والابن سوف تترك بالتأكيد أثرها في الطفل، لنسأل أنفسنا: ماذا سوف يكون هذا الولد عندما يكبر لصا أم طبيبا؟ هل سيصبح شخصا حنونا رقيق القلب أم قاسيا لا يعرف الرحمة؟ إن هذه الأسئلة تنبع من الفكرة الإخراجية لدى فيتوريو دي سيكا عندما صنع فيلمه "سارق الدراجة"، وفيه قام دي سيكا بتحويل قصة بسيطة إلى شيء يخصنا جميعا، وهذا ما يفعله المخرج العظيم، وأداته في ذلك هي فكرته الإخراجية. وحيث أن هناك فصولا سوف نفردها لكل نوعية من المستويات الثلاثة للإخراج، فإننا سوف ننتقل الآن إلى مناقشة كيف أن فكرة المخرج هي التي تصنع من عملية إنتاج الفيلم وحدة متسقة واحدة. هنا نصل إلى المستويات الثلاثة للإخراج من المخرج الحرفي إلى المخرج الجيد، ثم إلى المخرج العظيم، فالافتراض المبدئي فيذلك، كما في كل شيء في الحياة، هو أن بعض الناس أفضل في أعمالهم من الآخرين، بل إننا نستطيع أن نضيف إلى هذه المستويات الثلاثة هؤلاء الذين يسيئون فهم الإخراج السينمائي ولا يستطيعون العمل كمخرجين، ولنطلق عليهم أنهم غير صالحين أو غير ناجحين في هدفهم كمخرجين. وبالطبع فإن المستويات الثلاثة المذكورة هي رؤية ذاتية خاصة بي، لذلك سوف أضع مقدما التوضيح التالي لهذه التصنيفات. المخرج الحرفي يحكي قصة واضحة، بل مؤثرة أحيانا، لكن الجمهور يتلقاها على أنها قصة ذات بعد واحد وبلا أعماق تتجاوز خطوط القصة. وقد يكون الفيلم الذي يخرجه المخرج الحرفي ناجحا تجاريا، بما يجعل المخرج يحقق حياة مهنية ناجحة، لكن حتى من المنظور الإخراجي فإن التجربة تكون مسطحة. فالمخرج الحرفي متمكن من أدواته التقنية، وينجز لقطات يمكن توليفها على نحو واضح، وينجح في أن يستخرج من الممثلين أداء معقولا بالمعايير التي وضعها المخرج لفيلمه. وبذلك فإن المخرج لفيلمه. وبذلك فإن المخرج الحرفي يمثل الحد الأدنى لتعريف المخرج كما يتصوره هذا الكتاب. أما المخرج الجيد فإنه يقدم للجمهور تجربة أكثر تعقيدا وذات مستويات متعددة للتلقي، وقد تأتي هذه المستويات من تفسيره للنص، مثل أن يجعل الشخصية الرئيسية شخصية معاصرة تعيش في أجواء الويسترن الكلاسيكي. وقد تأتي هذه المستويات أيضا من تقديم تنويعات على أداء الممثلين، والمخرج العظيم إيليا كازان نموذج على استخدام هذا النوع من الإستراتيجية في الإخراج. لكن المخرج قد يستخدم أيضا، تنويعات أوسع من اللقطات، مثل استخدام العدسات الواسعة التي تتيح ظهور مقدمة المنظر وخلفيته معا، بدلا من اللقطات المتوسطة التي تجمع بين شخصين، أو قد يستخدم لقطات عامة بدلا من اللقطات القريبة التي قد يتوقعها المتفرج مسبقا. وأيا ما كان الاختيار، فإن المخرج الجيد يبحث عن الفكرة الإخراجية التي سوف تجعل المعنى أكثر عمقا، وتضيف معاني متضمنة، وتضفي على السرد الروائي تعقيدا واعيا. لكن المخرج العظيم لا يكتفي فقط بإضافة معان إلى تجربة الفيلم، لكنه يجعل التجربة متعددة المعاني بحيث يتعدد تلقى الفيلم بين متفرج و آخر. إنني أقصد بتعدد المعاني هو ما يفعله كل فن عظيم: إنه يعطينا طريقة جديدة لرؤية ما اعتدنا أن نراه. ولنأخذ مثالا: هناك رجل يستخدم دراجته في عمله، لكنها تسرق منه، مما يعرض عائلته لخطر العوز والفاقة، لذلك فإنه يسرق دراجة أخرى بينما يراقبه ابنه في الوقت الذي تقبض عليه الشرطة، ليشعر الابن بالإذلال الذي يشعر به أبوه. إن فيتوريو دي سيكا يحول هذه القصة من الحياة العادية حول محاولة البقاء على قيد الحياة، إلى قصة عن الفقر وعلاقة الآباء والأبناء. إن المشاركة في تجربة الإذلال لكل من الأب والابن سوف تترك بالتأكيد أثرها في الطفل، لنسأل أنفسنا: ماذا سوف يكون هذا الولد عندما يكبر لصا أم طبيبا؟ هل سيصبح شخصا حنونا رقيق القلب أم قاسيا لا يعرف الرحمة؟ إن هذه الأسئلة تنبع من الفكرة الإخراجية لدى فيتوريو دي سيكا عندما صنع فيلمه "سارق الدراجة"، وفيه قام دي سيكا بتحويل قصة بسيطة إلى شيء يخصنا جميعا، وهذا ما يفعله المخرج العظيم، وأداته في ذلك هي فكرته الإخراجية. وحيث أن هناك فصولا سوف نفردها لكل نوعية من المستويات الثلاثة للإخراج، فإننا سوف ننتقل الآن إلى مناقشة كيف أن فكرة المخرج هي التي تصنع من عملية إنتاج الفيلم وحدة متسقة واحدة.