تهدف هذه التوصيات، التي ساهم في صياغتها حوالي أربعين خبيرا وصانع قرار من الميدان الحكومي وقطاع المقاولات، إلى تعزيز وضعية المغرب بالقارة الإفريقية. وقال مصطفى مطعيش، رئيس جمعية خريجي المدرسة المركزية بالمغرب، إن "خبرات المغرب في مجال تحديث بنياته التحتية وتنمية نسيجه المقاولاتي، يمكن تبادلها ومشاركتها مع دول إفريقية أخرى.'' وذكر متدخلون خلال ندوة صحفية نظمت بالدارالبيضاء لتقديم مقترحات وتوصيات خريجي المدرسة المركزية، بالاجتماع العام، المنظم يوم 12 يناير الماضي، بحضور شخصيات، من بينها مامون بوهدود، الوزير المنتدب المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، وعلي نغووي ندياي، وزير الصناعة السنغالي، وفانسن كاستيل، كبير الاقتصاديين بالبنك الإفريقي للتنمية، إلى جانب سعيد إبراهيمي، رئيس القطب المالي للدارالبيضاء، وبوبكر جاي، المدير العام للتجاري وفابنك، وغيثة لحلو، مديرة المدرسة المركزية بالدارالبيضاء. وتركز أبرز المقترحات والتوصيات المقدمة على أهمية تحفيز مشاركة المقاولات المغربية الرائدة في مشاريع إفريقية مهمة، إضافة إلى تشجيع ائتلاف المقاولات الصغرى والمتوسطة للمساهمة في وصولها للأسواق الكبرى، وتشجيع عملية ضم المقاولات الكبرى والهيئات للمقاولات الصغرى والمتوسطة في مشاريعها الإفريقية، مع المشاركة في تمويل مشاريع أو مقاولات إفريقية، عبر صندوق سيادي مغربي وصناديق استثمار مخصصة. كما نصت التوصيات على ضرورة المشاركة في خلق هيئات إفريقية تعنى بالمشاريع الكبرى والسياسات القطاعية، من خلال استخلاص دروس من التجربة المغربية في إدارة المشاريع الهيكلية وتفعيل السياسات القطاعية، كما تدعو إلى خلق هيئة تابعة لرئيس الحكومة مكلفة بتنظيم جهود مختلف الهيئات المغربية وإدارة جميع الأنشطة. وحسب ما خلص إليه هذا الملتقى، فإن مكانة المغرب بإفريقيا يجب أن تمكنه من تنمية حجم مبادلاته مع باقي الدول الإفريقية، بتوقيع اتفاقيات للتبادل الحر، ومعاهدات ضريبية، واتفاقيات تهم الجامعات وتكوين الأطر، ومضاعفة عدد الطلبة الأفارقة بالمغرب وعدد الطلبة المغاربة بباقي الدول الإفريقية. وأعلن مصطفى مطعيش، خلال الندوة، عن السعي لإحداث مرصد متابعة التبادل المغربي الإفريقي، تتلخص مهامه في تتبع توصيات الملتقى، ووضع مؤشرات الرصد، وإنجاز دراسات تتمحور حول موضوع الشراكة المغربية الإفريقية. وتضم شبكة خريجي المدرسة المركزية حوالي 20 ألف عضو نشيط بفرنسا والعالم. وتضم الجمعية حوالي 500 خريج بالمغرب، فيهم عدد كبير يشغلون مناصب عليا في كل القطاعات، من قبيل الصناعة والخدمات وقطاع المال والوظيفة العمومية. وتقول الجمعية إنها تهدف إلى دعم أنشطة المدرسة ومواكبتها والترويج لها، وجلب خدمات للمنخرطين، عبر زيارات ومؤتمرات شهرية. ومنذ سنة 2007، تنظم جمعية خريجي المدرسة المركزية بالمغرب ملتقى خريجي المدرسة المركزية كل سنتين، بمشاركة أزيد من 200 فاعل من قطاع الأعمال والقطاع العمومي لمدة يومين حول مواضيع راهنة (الطاقة في سنة 2007، والحركية المستدامة سنة2010، والإدارة الإلكترونية سنة2012). وفي نسخته الرابعة، التي نظمت يومي 11 و12 يناير 2015، أصبح اسم الملتقى "ملتقى خريجي المدرسة المركزية والمدرسة العليا للكهرباء"، ما يعكس إرادة تقريب الفئتين.