دعا الملتقى الرابع لخريجي المدرسة المركزية والمدرسة العليا للكهرباء، امس الثلاثاء بالدار البيضاء، إلى العمل على تعزيز حضور المغرب في القارة الإفريقية عبر مشاركة فعالة للمقاولات المغربية في تطوير البنية التحتية بإفريقيا. وأوضح رئيس جمعية خريجي المدرسة المركزية بالمغرب مصطفى مطعيش، خلال ندوة صحفية، خصصت لتقديم توصيات الملتقى، الذي نُظّم يومي 11 و12 يناير الفارط بالعاصمة الاقتصادية، "إن الخبرات التي يمتلكها المغرب فيما يخص تحديث بنياته التحتية وتنمية نسيجه المقاولاتي يمكن تقاسمها مع دول إفريقية أخرى". وركزت أهم التوصيات، التي اعتمدها الملتقى، على ضرورة تشجيع عملية ضم المقاولات الكبرى والهيئات للمقاولات الصغرى والمتوسطة في مشاريعهم الإفريقية، وتشجيع ائتلاف المقاولات الصغرى والمتوسطة للنجاح في النفاذ إلى أسواق كبرى، ومشاركة المقاولات المغربية الرائدة في إنجاز مشاريع إفريقية مهمة. كما دعت التوصيات إلى المشاركة في تمويل مشاريع أو مقاولات إفريقية عبر صندوق سيادي وصناديق استثمار مخصصة، والمشاركة في خلق هيئات إفريقية تُعنى بالمشاريع الكبرى والسياسات القطاعية من خلال استخلاص دروس من التجربة المغربية في ما يخص إدارة المشاريع الهيكلية وتفعيل السياسات القطاعية، وكذا خلق هيئة تابعة لرئيس الحكومة مكلفة بتنظيم جهود مختلف الهيئات المغربية وإدارة جميع الأنشطة ذات الصلة. وحسب ما خلص إليه هذا الملتقى فإن مكانة المغرب بإفريقيا يجب أن تمكّنه من تنمية حجم مبادلاته مع باقي البلدان الإفريقية وذلك عبر توقيع عدة اتفاقيات للتبادل الحر ومعاهدات ضريبية واتفاقيات تهم الجامعات وتكوين الأطر، وزيادة عدد الطلبة الأفارقة بالمغرب وعدد الطلبة المغاربة بباقي البلدان الإفريقية. وأضاف السيد مطعيش أنه "سيتم خلق "مرصد متابعة التبادل المغربي الإفريقي" يهتم بتتبع التوصيات التي خلص إليها الملتقى، ووضع مؤشرات الرصد، والقيام بدراسات تتمحور حول موضوع الشراكة المغربية الإفريقية. وتضم شبكة خريجي المدرسة المركزية حوالي 20 ألف عضو نشيط بفرنسا وبالعالم. وتشمل الجمعية حوالي 500 خريج بالمغرب بمن فيهم عدد كبير يشغلون مناصب عليا في كل القطاعات كالصناعة والخدمات وقطاع المال والوظيفة العمومية. وتهدف الجمعية إلى دعم أنشطة المدرسة ومواكبتها والترويج لها وكذا جلب خدمات للمنخرطين عبر زيارات وعقد مؤتمرات شهرية. ومنذ سنة 2007، تنظم جمعية خريجي المدرسة المركزية بالمغرب ملتقى خريجي المدرسة كل سنتين والذي يعرف مشاركة أزيد من 200 فاعل من قطاع الأعمال والقطاع العمومي لمدة يومين حول موضوع من المواضيع الراهنة: الطاقة في سنة 2007، والحركية المستدامة (2010)، والإدارة الإلكترونية (2012). يذكر أن النسخة الرابعة لملتقى خريجي المدرسة المركزية والمدرسة العليا للكهرباء، التي نُظّمت يومي 11 و12 يناير الماضي تحت عنوان "المغرب وإفريقيا، فضاء لشبكات المقاولات وتبادل الخبرات"، عرف مشاركة حوالي أربعين خبيرا وصانع قرار من القطاعين وذلك لاستخلاص توصيات هامة حول الشراكة بين المغرب وإفريقيا.